باب المواشى تفسد زرع قوم
حدثنا محمود بن خالد حدثنا الفريابى عن الأوزاعى عن الزهرى عن حرام بن محيصة الأنصارى عن البراء بن عازب قال كانت له ناقة ضارية فدخلت حائطا فأفسدت فيه فكلم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيها فقضى أن حفظ الحوائط بالنهار على أهلها وأن حفظ الماشية بالليل على أهلها وأن على أهل الماشية ما أصابت ماشيتهم بالليل.
حفظ الحقوق لأصحابها من الأمور التي راعتها الشريعة وحث عليها النبي صلى الله عليه وسلم، وفي هذا الحديث بيان ذلك؛ حيث يحكي حرام بن سعد بن محيصة أن ناقة للبراء بن عازب دخلت حائط رجل، أي: بستانه، فأفسدته عليه، فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل الأموال حفظها بالنهار، وعلى أهل المواشي حفظها بالليل، أي: إن ما أفسدته البهائم نهارا لا ضمان على أحد فيه، وما أفسدته ليلا ضمن أهل تلك البهائم ما أفسدته، وإنما فرق بين الليل والنهار لأن في عرف الناس أن أصحاب البساتين يحفظونها بالنهار أو يوكلون بها من يحفظها، وأن عادة أصحاب المواشي تسريحها بالنهار وردها في الليل إلى المراح، وفي غير ذلك إهمال وتقصير وتضييع للحقوق أوجب الضمان؛ ولذا قضى النبي صلى الله عليه وسلم بأن على أهل المواشي أن يحفظوا مواشيهم بالليل، وعلى أهل الحوائط أن يحفظوا حوائطهم وبساتينهم في النهار