‌‌باب النداء يوم الجمعة

‌‌باب النداء يوم الجمعة

حدثنا النفيلي، حدثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن السائب بن يزيد، قال: كان يؤذن بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس على المنبر يوم الجمعة على باب المسجد، وأبي بكر، وعمر، ثم ساق نحو حديث يونس

شرع الأذان لإعلام الناس بدخول وقت الصلاة؛ وعليه فإن الإمام أو الأمير يتخذ من الوسائل المساهمة والمساعدة لإعلام الناس بدخول وقت الصلاة أو قربه؛ حتى يتجهزوا ويسرعوا إلى الجماعة ولا تفوتهم وفي هذا الحديث يحكي السائب بن يزيد رضي الله عنهما أن الشروع في الأذان لوقت الجمعة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كان عند صعود الإمام على المنبر، ثم تبعه على ذلك أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما في خلافتهما وعهدهما. فلما كانت خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكثر الناس، زاد النداء الثالث على الزوراء، أي: زاد النداء الذي يقام اليوم على المنابر، وسماه الثالث؛ لأنه عد الإقامة نداء، وكان يقام على «الزوراء» وهو موضع بسوق المدينة مرتفع كالمنار، وقيل: هي دار في سوق المدينة، كان يقف المؤذنون على سطحها، ولعل هذه الدار سميت زوراء؛ لميلها عن عمارة البلد.وهذا مما يحتمل فيه الاجتهاد؛ فإذا ما دعت الحاجة لمثل هذا في أي وقت فعله الناس دون حرج، ويرجع إلى فعل النبي صلى الله عليه وسلم إذا لم تكن حاجة إلى فعله؛ كما عند أبي داود: «عليكم بسنتي، وسنة الخلفاء المهديين الراشدين»