باب بسط اليسرى على الركبة 2
سنن النسائي
أخبرنا أيوب بن محمد الوزان، قال: حدثنا حجاج، قال ابن جريج: أخبرني زياد، عن محمد بن عجلان، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن عبد الله بن الزبير، «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يشير بأصبعه إذا دعا، ولا يحركها»، قال: ابن جريج: وزاد عمرو، قال: أخبرني عامر بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، أنه «رأى النبي صلى الله عليه وسلم يدعو كذلك، ويتحامل بيده اليسرى على رجله اليسرى»
الصَّلاةُ عِمادُ الدِّينِ، وقد عَلَّمَنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم كيفيَّتَها وآدابَها، ونقَل الصَّحابةُ الكِرامُ كيفيَّةَ صلاةِ النَّبيِّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ، ووصَفوا دَقائقَها
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ عبدُ اللهِ بنُ الزُّبيرِ رضِيَ اللهُ عنهما: "أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم كان إذا قعَد في التَّشهُّدِ"، أي: جلَس الجِلْسةَ الأخيرةَ في الصَّلاةِ للتَّشهُّدِ والتَّحيَّاتِ، "وضَع كفَّه اليُسرى على فَخِذِه اليُسرى"، وكذلك يَضَع يدَه اليُمنى على فَخِذِه ورُكبَتِه اليُمنى، كما في روايةِ مُسلمٍ: "ووضَع يدَه اليُسرَى على رُكبتِه اليُسرَى، ووضَع يدَه اليُمنَى على فَخِذِه اليُمنى"
وقد ورَد أنَّه كان "يُلْقِمُ كفَّه اليُسرى على رَكبَتِه"، أي: يُدخلُ رُكبتَيْه في راحَةِ كفِّه اليُسرى، حتَّى تَصيرَ رُكبتُه كاللُّقمَةِ في كفِّه، "وأشار بالسَّبَّابةِ" مع ضَمِّ إصْبَعِ الإبهامِ على إصْبَعِ الوُسطَى رافعًا إصْبَعَ السبَّابةِ للإشارةِ بها، كما هو في روايةِ مُسلمٍ: "ووضَع إبهامَه على إصْبَعِه الوُسطَى"، وفي ذلك رمزٌ وإشارةٌ إلى وَحدانيَّةِ اللهِ عزَّ وجلَّ، قال ابنُ الزُّبيرِ رضِيَ اللهُ عنهما: "لا يُجاوِزُ بصَرُه إشارَتَه"، أي: يَنظرُ بعينِه إلى إصبَعِه السَّبابةِ المرفوعَةِ ولا يُحرِّكُ عَينيِه
وفي الحديثِ: الإشارةُ بإِصبَعِ السَّبابةِ أو المسبِّحَةِ اليُمنى في التَّشهُّدِ