باب بعث النبى - صلى الله عليه وسلم - أسامة بن زيد إلى الحرقات من جهينة

بطاقات دعوية

باب بعث النبى - صلى الله عليه وسلم - أسامة بن زيد إلى الحرقات من جهينة

عن سلمة بن الأكوع قال: غزوت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - سبع غزوات، [فذكر خيبر، والحديبية، ويوم حنين، ويوم القرد. قال يزيد: ونسيت بقيتهم] (141)،

وخرجت فيما يبعث من البعوث تسع غزوات، مرة علينا أبو بكر؛ ومرة علينا أسامة.

(وفي رواية عنه: غزوت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - تسع غزوات، وغزوت مع ابن حارثة؛ استعمله علينا).

الغَزْوةُ هي الجَيشُ الَّذي يَخرُجُ فيه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بنفْسِه، والبَعثُ هو الجَيشُ الَّذي يُرسِلُه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ولا يَخرُجُ فيه.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ سَلَمةُ بنُ الأكوَعِ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه غَزا معَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَبعَ غَزَواتٍ. قيلَ: هذه السَّبعُ هي: يومُ الحُدَيْبيَةِ، وخَيبَرُ، ويومُ حُنَينٍ، ويومُ القَرَدِ، وغَزْوةُ الفَتحِ، وغَزْوةِ الطَّائفِ، وغَزْوةُ تَبوكَ.
وخرَجَ في تِسعِ بُعوثٍ مِن البُعوثِ الَّتي كان يَبعَثُها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ولا يَخرُجُ فيها، ومِن هذه البُعوثِ ما كان أميرُهم فيها أبا بَكرٍ الصِّدِّيقُ رَضيَ اللهُ عنه، كسَريَّةِ أبي بَكرٍ الصِّدِّيقِ إلى بَني فَزارةَ، وسَريَّتِه إلى بَني كلابٍ، وكان ذلك في شَهرِ شَعْبانَ مِنَ السَّنةِ السَّابعةِ منَ الهِجْرةِ النَّبويَّةِ الشَّريفةِ، حيث قد توَجَّهَت تلك السَّريَّةُ إلى ناحيةِ نَجدٍ، وهي النَّاحيةُ الَّتي كان يَسكُنُ حَولَها قَبيلةُ بَني كِلابٍ أو فَزارةَ، ومنها ما كان أميرُهم فيها أُسامةَ بنَ زَيدٍ رَضيَ اللهُ عنهما، كسَريَّةِ أُسامةَ إلى أُبْنَى، وهي مِن نَواحي البَلقاءِ، وهي مِنطَقةٌ تقَعُ اليومَ في الأُردُنِّ، وذلك للانْتِقامِ مِن الرُّومِ الَّذين قَتَلوا المُسلِمينَ في مُؤْتةَ في صفَرٍ سَنةَ 11 هِجريَّةً.
وفي الحَديثِ: فَضلُ الصَّحابيِّ سَلَمةَ بنِ الأكوَعِ رَضيَ اللهُ عنه.
وفيه: مَشْروعيَّةُ تَحدُّثِ المُسلِمِ بالخَيرِ الَّذي فعَلَه؛ ليَقتَديَ به غَيرُه، ما لم يكُنْ بقَصدِ الرِّياءِ والسُّمعةِ.