باب بيع التصاوير التي ليس فيها روح، وما يكره من ذلك
بطاقات دعوية
عن سعيد بن أبي الحسن قال: كنت عند ابن عباس رضي الله عنهما [وهم يسألونه، ولا يذكر النبي - صلى الله عليه وسلم -7/ 67]، إذ أتاه رجل فقال: يا أبا عباس! إني إنسان؛ إنما معيشتي من صنعة يدي، وإني أصنع هذه التصاوير، فقال ابن عباس: لا أحدثك إلا ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، سمعته يقول:
"من صور صورة [في الدنيا]؛ فإن الله معذبه حتى (وفي طريق: كلف يوم القيامة أن) ينفخ فيها الروح، وليس بنافخ فيها أبدا".
فربا الرجل (127) ربوة شديدة، واصفر وجهه، فقال: ويحك! إن أبيت إلا تصنع؛ فعليك بهذا الشجر؛ كل (128) شيء ليس فيه روح
يَنبغي لِلمسلمِ أنْ يُطيِّبَ مَطعمَه ويَتحرَّى الحلالَ في كَسْبِه؛ فكلُّ لَحمٍ نبَتَ مِن حَرامٍ فَالنَّارُ أوْلى به، كما أخبَرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفي هذا الحديثِ يَروي التابعيُّ سَعيدُ بنُ أبي الحسَنِ أنَّ رجُلًا أتى عبْدَ اللهِ بنَ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما يَسأَلُه عَن صَنعتِه الَّتي يتَكسَّبُ منها، وكان يَصنَعُ التَّماثيلَ والصُّورَ، فأخْبَره ابنُ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّه لا يقولُ له إلَّا ما سَمِعَ مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقدْ سَمِعَه يُخبِرُ أنَّ مَن صَنعَ صُورةً، فإنَّ اللهَ سُبحانه وتعالَى يُعذِّبُه ويَقولُ له: انْفُخِ الرُّوحَ في هذا التِّمثالِ الَّذي صَنعْتَه، ويُقيمُ عليه العَذابَ حتَّى يَنفُخَ فيه الرُّوحَ، وهو لنْ يَستطيعَ ذلك بحالٍ، فَيَستمرُّ عليه العذابُ، فلمَّا سَمِع الرَّجلُ هذا عَلا نَفَسُه وضاقَ صَدْرُه، واصْفرَّ وجهُه؛ خَوفًا مِن هذا الوعيدِ، فقال له ابنُ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما: وَيحكَ! وهي كَلمةٌ لِلتَّرحُّمِ تُقالُ لمَن وقَعَ في هَلَكةٍ لا يَستحِقُّها، إنْ أَبيْتَ إلَّا أنْ تَصنعَ هذه التَّصاويرَ، وأردْتَ أنْ تُقيمَ على صَنعتِك؛ فاصْنَعِ الشَّجرَ وكلَّ ما ليس فيه رُوحٌ؛ فإنَّه جائزٌ.
وفي الحديثِ: النَّهيُ عن اتِّخاذِ الصُّوَرِ ذاتِ الرُّوحِ، والتَّكسُّبِ منها.