باب تسوية القيام والركوع، والقيام بعد الركوع، والسجود والجلوس بين السجدتين في صلاة الليل 2
سنن النسائي
أخبرنا إسحق بن إبراهيم، قال: أنبأنا النضر بن محمد المروزي ثقة قال: حدثنا العلاء بن المسيب، عن عمرو بن مرة، عن طلحة بن يزيد الأنصاري، عن حذيفة، أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فركع فقال في ركوعه: «سبحان ربي العظيم» مثل ما كان قائما، ثم جلس يقول: «رب اغفر لي، رب اغفر لي» مثل ما كان قائما، ثم سجد فقال: «سبحان ربي الأعلى» مثل ما كان قائما، فما صلى إلا أربع ركعات، حتى جاء بلال إلى الغداة، قال أبو عبد الرحمن: «هذا الحديث عندي مرسل، وطلحة بن يزيد لا أعلمه سمع من حذيفة شيئا، وغير العلاء بن المسيب، قال في هذا الحديث، عن طلحة، عن رجل، عن حذيفة»
عُرِفَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم باجتِهادِه في العِبادةِ وطُولِ صَلاتِه في قيامِ اللَّيلِ، وربَّما كان يَستوي رُكوعُه وسُجودُه مع قراءَتِه في القِيامِ
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ حُذَيفةُ بنُ اليمَانِ رَضِي اللهُ عَنهما: "أنَّه صلَّى مع رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم في رمَضانَ"، أي: في قِيامِه، وفي روايةٍ: "صلَّيْتُ مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم ذاتَ ليلةٍ، فافتَتَح البقرةَ، فقُلْتُ: يركَعُ عند المائةِ، ثمَّ مضى، فقُلْتُ: يُصلِّي بها في ركعةٍ، فمضى، فقُلْتُ: يركَعُ بها، ثمَّ افتَتَح النِّساءَ، فقرأَها، ثمَّ افتَتَح آلَ عِمرانَ، فقرَأَها، يقرَأُ مُترسِّلًا، إذا مَرَّ بآيةٍ فيها تسبيحٌ سبَّحَ، وإذا مَرَّ بسؤالٍ سأَلَ، وإذا مَرَّ بتعوُّذٍ تعوَّذَ"، وهذا بَيانٌ لطولِ قِراءتِه صلَّى الله عليه وسلَّم
قال حُذيفةُ رضِيَ اللهُ عنه: "فرَكَع، فقال في ركوعِه: سُبحانَ ربِّي العظيمِ، مِثْلَما كان قائمًا"، أي: جعَل صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يُسبِّحُ في رُكوعِه بقَدْرِ طُولِ قِيامِه، "ثمَّ جلَس"، أي: بين السَّجدتَيْنِ، "يقولُ: ربِّ، اغفِرْ لي، ربِّ، اغفِرْ لي، مِثْلَما كان قائمًا، ثمَّ سجَد، فقال: سُبحانَ ربِّي الأعلى، مِثْلَما كان قائمًا، "فما صلَّى إلَّا أربعَ ركَعاتٍ"، أي: في تلكَ اللَّيلةِ، "حتَّى جاء بلالٌ إلى الغَداةِ"، أي: يُعلِمُه بصلاةِ الصُّبحِ، وفي هذا إشارةٌ إلى أنَّ الأربعَ ركَعاتٍ قد استَغرقَتْ قِيامَ ليلِه كلِّه؛ لشِدَّةِ طُولِهنَّ