باب تشييع الغزاة ووداعهم2

سنن ابن ماجه

باب تشييع الغزاة ووداعهم2

حدثنا عباد بن الوليد، حدثنا حبان بن هلال، حدثنا أبو محصن (2)، عن ابن أبي ليلى، عن نافع
عن ابن عمر، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أشخص السرايا يقول للشاخص: "أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك"

كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يَدْعو لأصحابِه، وفي هذا الحَديثِ يُخبرُ عبدُ اللهِ الخطميُّ رضِيَ اللهُ عنه بما كانَ يقولُه النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم عندَ تَوديعِ مَن يودِّعُه أو يَخْرُجُ إلى سَفَرٍ؛ فيقولُ: كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم إذا أرادَ أن يَسْتَودِعَ الجيْشَ، أي: المتوَجِّهَ لقتالِ العدوِّ، قال: (أستَودِعُ اللهَ) أيْ: أَسْأَلُ اللهَ عزَّ وجلَّ أنْ يَحفْظَ لكم (دِينَكُم وأمانَتِكم وخَواتيمَ أعمالِكم)، كما يَحفَظ الوديعةَ؛ فجعَلَهم مِن الودائعِ؛ لأنَّ في السَّفَر مشقةً وخوفًا، وهما سببانِ مِن أسبابِ إهمالِ بعضِ أُمور الدِّينِ، والتَّقْصيرِ في بعضِ العباداتِ، فدعا النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم لهم بالمعُونَةِ في دِينهم والتَّوْفيقِ فيه؛ لأنَّه أهَمُّ شيءٍ، وكلُّ خيْرٍ وسعادةٍ في الدُّنيا إنَّما تكونُ بسبِبِه؛ كذلك لا يخلُو سفَرٌ مِن الاشتِغالِ بما يَحتاجُ إليه مِن أخْذٍ وإعطاءٍ وعِشرةٍ، فدعا لهم أيضًا بحِفْظِ الأمانَةِ وتجنُّبِ الخيانَةِ، ثم دعا لهم بحُسْنِ الخاتِمَة؛ لتَكُونَ عاقِبَتُهم مأْمُونةً في الدُّنيا والآخِرَةِ، وأنْ تكُونَ أعمالُهم مختومَةً بخيرٍ.
وفي الحديثِ: إشارَةٌ إلى أنَّ مَوْضِعَ الأمَانَةِ مِن النَّاسِ كمَوْضِع الدِّينِ مِنْهم. .