باب تعلم النجوم
سنن ابن ماجه
حدثنا أبو بكر، حدثنا يحيى بن سعيد، عن عبيد الله بن الأخنس، عن الوليد بن عبد الله، عن يوسف بن ماهك
عن ابن عباس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من اقتبس علما من النجوم، اقتبس شعبة من السحر، زاد ما زاد"
حذَّرَتِ الشَّريعةُ الإسلاميَّةُ أشدَّ التَّحذيرِ من السِّحرِ ومِن كلِّ ما ارتبَطَ به مِن عُلومٍ، ونَفَّرَت النَّاسَ عنه.
وفي هذا الحديثِ يُبيِّن النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ "مَن اقتَبَس"، أي: مَن تَعلَّم وأخَذ، "عِلمًا مِنَ النُّجومِ"، أي: مِن عُلومِ النُّجومِ المرتبِطةِ بادِّعاءِ عِلمِ الغيبِ وما سيَقَعُ في المستقبَلِ ونَحوِ ذلك كالأبراجِ، "اقتَبَس شُعبةً"، أي: تَعلَّم قِطعةً أو جُزءًا، "مِن السِّحرِ"، أي: ما تَعلَّمه هو مِن عُلومِ النُّجومِ فهو مِن السِّحر، أو هو كالسِّحرِ سواءً بسَواءٍ في الوِزْرِ، وهذا بخِلافِ الاهتداءِ بالنُّجومِ في مَعرفةِ القِبْلةِ ونَحوِها مِن أمورِ العِباداتِ، فليسَتْ داخلةً هنا؛ لأنَّها معرفةٌ بالمشاهَدةِ. وقوله: "زاد ما زاد"، أي: كلَّما زاد في تَعلُّمِ مَسائلِ النُّجومِ فهو يَزيدُ مِن تَعلُّمِ شُعَبِ السِّحرِ ويَحمِلُ وِزرَه.
وفي الحديثِ: التَّحذيرُ مِن تَعلُّمِ عُلومِ النُّجومِ المرتبِطةِ بزَعمِ عِلمِ الغيبِ.
وفيه: التَّحذيرُ مِن تَعلُّمِ السِّحرِ.