باب ما يدعو به الرجل إذا أصبح وإذا أمسى2

سنن ابن ماجه

باب ما يدعو به الرجل إذا أصبح وإذا أمسى2

حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب، حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن سهيل، عن أبيه
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أصبحتم فقولوا: اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا، وبك نحيا وبك نموت، وإذا أمسيتم فقولوا: اللهم بك أمسينا وبك أصبحنا، وبك نحيا وبك نموت، وإليك المصير" (1)

كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم أحرَصَ النَّاسِ على أن يُعلِّمَ أمَّتَه ما يَنفعُهم، ويُحذِّرَهم مِن كلِّ شيءٍ يَضُرُّهم.
وفي هذا الحَديثِ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم كان يَقولُ "إذا أصبَحَ"، أي: إذا كان في وَقتِ الصَّباحِ بعدَ الاستيقَاظِ: "اللَّهمَّ بك أصبَحْنا"، أي: دخَلْنا في الصَّباحِ فأصبَحْنا في نِعَمِك وحِفْظِك مَغْمورِينَ بِها مُتحرِّكينَ بحَولِك وقوَّتِك، ومُتقلِّبين بإرادتِك وقُدرتِك، "وبِكَ أمسَيْنا"، أي: وإمساؤُنا بقُدرَتِك وبمَشيئتِك وإرادتِك، "وبك"، أي: باسْمِك "نَحْيا، وبِكَ"، أي: باسمِك، "نَموتُ"، أي: يَستمِرُّ حالُنا على هذا في جَميعِ أحوالِنا وأوقاتِنا؛ لأنَّ اللهَ هو الَّذي يُحْيينا وهو الَّذي يُميتُنا، "وإليك"، أي: إلى حُكْمِك وقَضائِك، "النُّشورُ"، أي: البَعثُ يومَ القيامةِ".
"وإذا أمسى"، أي: إذا جاء عليه المَساءُ، قال: "اللَّهمَّ بكَ أمسَيْنا"، أي: أمسَيْنا مُتلبِّسِينَ بنِعْمتكِ ومَغْمورين بحِفْظِك، "وبِكَ نَحْيا، وبِكَ نَموتُ، وإليك النُّشورُ"، أي: البعثُ بعدَ الموتِ والتَّفرُّقِ بعدَ الجَمعِ، فقال مِثلَ ما يَقولُ في الصَّباحِ.
وفي الحديث: بيانُ بعضِ أذكارِ الصباحِ والمَساءِ.