باب خروج النار 2
بطاقات دعوية
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
"يوشك الفرات أن يحسر عن كنز (وفي طريق: جبل) من ذهب، فمن حضره، فلا يأخذ منه شيئا".
حذَّرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أُمَّتَه مِن الفتَنِ أنْ تقَعَ لهم، وهذا الحَديثُ نَموذجٌ مِن هذا التَّحذيرِ، وهو مِن أشراطِ السَّاعةِ، وآيةٌ مِن آياتِها؛ فيُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ نَهْرَ الفُراتِ -وهوَ النَّهرُ المَشهورُ الذي يَجري في العِراقِ- يَقرُبُ أن «يَحسِرَ»، أي: يَنكشِفَ ويَجِفَّ ماؤه، فيَظهَرَ كَنزٌ مِن ذَهَبٍ، وسُمِّي كنزًا باعتبارِ أنَّه قد اندفن، وفي روايةٍ: «جَبَل مِن ذهَبٍ»، وتسميتُه جبلًا للإشارةِ إلى كثرتِه، ثمَّ حَذَّر النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مَن حَضَرَه أنْ يَأخُذَ منه شَيئًا، ونَهْيُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن الأخْذِ منه؛ لِمَا يَنشَأُ عن ذلك مِن الفِتْنةِ واقتِتالِ النَّاسِ عليه، والمنازَعاتِ الكثيرةِ التي تَحصُلُ بسَببِ هذا الأخْذِ، كما في روايةِ مُسلِمٍ: «يَقتَتِلُ النَّاسُ عليه، فيُقتَلُ مِن كُلِّ مائةٍ تسعةٌ وتِسعون، ويقولُ كُلُّ رَجُلٍ منهم: لعلِّي أكونُ أنا الذي أنجو!»، وهذا يدُلُّ على شِدَّةِ الحِرصِ على الدُّنيا في ذلك الوَقتِ.