باب يقبض الله الأرض 2
بطاقات دعوية
عن سهل بن سعد قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول:
"يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء (38) كقرصة نقى".
قال: سهل أو غيره: ليس فيها معلم لأحد.
.
الآخِرةُ هي الدَّارُ الباقيةُ، والسَّعيدُ هو مَن أكثَرَ مِنَ الأعمالِ الصَّالِحةِ في دُنياه؛ لِتَكونَ نَجاةً له يَومَ تَقومُ السَّاعةُ.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ببعضٍ مِن صِفاتِ وأحداثِ يَومِ القيامةِ؛ فيُخبرُ أنَّ اللهَ سُبحانَه يَحشُرُ النَّاسَ، فيَجمَعُهم بعد البَعثِ يومَ القيامة على أرضٍ بَيْضاءَ «عَفْرَاءَ» أي: ليْس بَياضُها بالنَّاصعِ، أو تَضرِبُ إلى الحُمرةِ قليلًا، كَقُرْصَةِ خُبْزٍ نَقِيٍّ سالمٍ دَقيقُه مِن الغشِّ والنُّخالةِ.
قال سهْلُ بنُ سَعدٍ رضِيَ اللهُ عنه أو غيْرُه -شكَّ الرَّاوي-: ليْس في الأرضِ المذكورةِ شيءٌ مِنَ العلاماتِ التي يُهتدَى بها ويُستدَلُّ بها على الطَّريقِ، وفي هذا تعريضٌ بأنَّ أرضَ الدُّنيا ذهبت وانقطعت العَلاقةُ منها.
وفي الحَديثِ: عِظَمُ هَولِ يومِ القيامةِ.
وفيه: دَليلٌ على عَظيمِ القُدرةِ والإعلام بجُزئيَّاتِ يومِ القيامةِ؛ ليكونَ السَّامعُ على بَصيرةٍ، فيُخلِّصُ نفْسَه مِن ذلك الهوْلِ.