باب رفع الإمام يده في الاستسقاء
بطاقات دعوية
عن أَنس بن مالكٍ قال: كانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لا يَرْفعُ يديهِ في شيءٍ منْ دعائهِ؛ إلا في الاستسقاءِ، وإنه يَرفعُ (وفي روايةٍ: فإنه كانَ يرفع يديه ) حتى يُرَى بياضُ إبطَيهِ.
الأصلُ في الدُّعاءِ أنَّه خُضوعٌ وتَذلُّلٌ وتَضرُّعٌ مِنَ العبدِ إلى ربِّه سُبحانه وتعالَى، ورفْعُ اليدينِ في الدُّعاءِ أبلَغُ في بَيانِ هذا الخُضوعِ والتَّذلُّلِ، وقد أخبَرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ اللهَ يَستحِي مِنَ العَبدِ إذا رَفَعَ يَدَيه داعيًا أنْ يَرُدَّه دُونَ إجابةِ طلَبِه، كما عندَ أبي داودَ،
وفي هذا الحديثِ يَذكُرُ أنسُ بنُ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لم يَكُنْ يَرفَعُ يَدَيه في شَيءٍ مِنَ الدُّعاءِ إلَّا في الاستِسقاءِ، وأنَّه كان يَرفعُ يَدَيه فيه حتَّى يُرَى بَياضُ إبْطَيْه.
والمقصودُ: أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لم يكُنْ يُبالِغُ في رَفعِ يَدَيهِ في الدُّعاءِ لِدرجةِ أنْ يُرى بَياضُ إبْطَيْه إلَّا في الاستِسقاءِ، وهو الدُّعاءُ لِنُزولِ المطرِ، وإلَّا فقدْ وَرَدَ عنه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في كَثيرٍ مِن الرِّواياتِ والأحاديثِ أنَّه كان يَرفعُ يدَيْه في كَثيرٍ مِنَ الدُّعاءِ غيرِ الاستِسقاءِ.