باب رفع اليدين في الصلاة
حدثنا عثمان بن أبي شيبة، نا شريك، عن عاصم بن كليب ، عن أبيه ، عن وائل بن حجر، قال: «رأيت النبي صلى الله عليه وسلم حين افتتح الصلاة رفع يديه حيال أذنيه، قال: ثم أتيتهم فرأيتهم يرفعون أيديهم إلى صدورهم في افتتاح الصلاة، وعليهم برانس وأكسية.»
كان الصحابة رضوان الله عليهم يراقبون النبي صلى الله عليه وسلم في أموره؛ حتى يتعلموا منه أمور دينهم
وفي هذا الحديث يخبر وائل بن حجر رضي الله عنه أنه كان قد رأى "النبي صلى الله عليه وسلم حين افتتح الصلاة"، أي: حين بدأها بتكبيرة الإحرام، "رفع يديه حيال أذنيه"، أي: رفع يديه في التكبير إلى مستوى يوازي به أذنه، قال وائل بن حجر: "ثم أتيتهم"، أي: النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم بعد فترة من الزمن، "فرأيتهم يرفعون أيديهم إلى صدورهم"، أي: إلى مستوى يوازي صدورهم، "في افتتاح الصلاة"، أي: في تكبيرة الإحرام، "وعليهم برانس وأكسية"، وكان ذلك من شدة البرد، والبرنس: هو كل ثوب التصق به غطاء للرأس، أو طالت أكمامه عن طول الأيدي، والمراد بالأكسية: أثواب كانوا يلبسونها لتحميهم من البرد، والمراد: أنهم يرفعون أيديهم تحت الثياب إلى صدورهم؛ لعدم تمكنهم من الرفع إلى المنكبين؛ لثقل الثياب التي لبسوها لدفع البرد عنهم
وفي الحديث: رفع اليدين إلى المنكبين إن أمكن، وإلا فإلى حيث يمكن