باب رقية النبي - صلى الله عليه وسلم - 2
بطاقات دعوية
عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يعوذ بعض أهله، يمسح بيده اليمنى ويقول (وفي رواية: كان إذا أتى مريضا، أو أتي به إليه قال 7/ 11):
"اللهم رب الناس، أذهب الباس (16)، اشفه، وأنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما". (وفي رواية: كان يرقي يقول: "امسح الباس، رب الناس: بيدك الشفاء. لا كاشف له إلا أنت").
المسلِمُ دائِمُ الالتجاءِ إلى اللهِ عزَّ وجَلَّ، مُحْتَمٍ به في الشِّدَّةِ والرَّخاءِ، فلا عاصِمَ مِنَ الفِتَنِ سِواه، ولا كاشِفَ للمَرَضِ والبلاءِ إلَّا هو سُبحانَه وجلَّ في عُلاه.
وفي هذا الحَديثِ تُخبرُ أمُّ المُؤمِنينَ عائشةُ رَضِيَ اللهُ عنها أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يُعوِّذُ بعضَ أهلِه، والتعوُّذُ هو الالتجاءُ والاحتماءُ، بأن يَمْسَحَ بيَدِه اليُمنى الشَّريفةِ على مَوضِعِ الوَجَعِ تَفاؤلًا بزَوالِ الوَجَعِ، ويَدْعو له بالدُّعاءِ الواردِ في الحَديثِ، ومعناه: اللَّهُمَّ يا خالِقَ النَّاسِ ورازِقَهم ومُدَبِّرَ شؤونِهم، أذهِبِ المرضَ والشِّدَّةَ، اشْفِ هذا العليلَ؛ فأنت الشَّافي، لا شِفاءَ إلَّا شِفاؤُك، شِفاءً مُطلقًا لا يَترُكُ أيَّ مرَضٍ أو أثَرٍ له. فالشِّفاءُ الحقيقيُّ مِن عندِ اللهِ سُبحانَه وتعالَى، والرُّقيةُ وتَدبيرُ المعالِجِ ونفْعُ الدَّواءِ؛ لا يُؤثِّرُ في المريضِ إذا لم يُقدِّرِ اللهُ تعالَى الشِّفاءَ.
وفي الحَديثِ: ثُبوتُ اسمِ اللهِ الشَّافي.
وفيه: إشارةٌ إلى أنَّ كلَّ ما يقَعُ مِن الدَّواءِ والتَّداوي إنْ لم يُصادِفْ تَقديرَ اللهِ تعالَى لا يَنجَعُ.