باب رمي الجمار تو
بطاقات دعوية
عن جابر - رضي الله عنه - قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الاستجمار تو (1) ورمي الجمار تو والسعي بين الصفا والمروة تو والطواف تو وإذا استجمر أحدكم فليستجمر بتو. (م 4/ 80
في هذا الحَديثِ بَيانٌ لِبَعضِ السُّننِ والآدابِ الإسْلاميَّةِ والتَّعاليمِ الشَّرعيَّةِ، فيُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ الِاستِجمارَ -وهو تَجفيفُ البَولِ والغائطِ بالأَحْجارِ- يكونُ تَوًّا، أي: وِترًا، وَهوَ ثلاثٌ، فإنْ لم يَتمَّ الإنْقاءُ بثَلاثٍ وجَبَ عليه أنْ يَزيدَ عَلى الثَّلاثِ حتَّى يَحصُلَ الإنْقاءُ، فإنْ حصَلَ بوِترٍ فَلا زيادةَ، وإنْ حصَلَ بشَفعٍ فعليهِ زِيادةُ مَسْحهِ للإيتارِ، وكذلك رَميُ الجِمارِ في الحجِّ تُرمَى بسَبعِ حَصياتٍ، وهي وترٌ، والسَّعيُ بينَ الصَّفا والمروةِ سبْعُ مرَّاتٍ، وهي وِترٌ، والطَّوافُ حولَ الكَعبةِ سَبعةُ أَشْواطٍ، وهي وترٌ.
ثُمَّ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «وإذا استَجمَرَ أحدُكم فَلْيستَجْمِرْ بِتَوٍّ»، قيلَ: إنَّ المُرادَ بما ذكَرَ في أوَّلِ الحديثِ الفِعلُ، وبما هنا عددُ الأَحجارِ، أو أنَّ التَّكريرَ للحثِّ والاهْتمامِ بهذا الأمرِ خاصَّةً؛ لأنَّه قد يُتهاوَنُ فيه معَ تَكرُّرِه اليَوميِّ، بخلافِ غيرِه، فالجُملةُ الأُولى أُريدَ بها الإخْبارُ، والجُملةُ الثَّانيةُ طَلَبيَّةٌ أُريدَ بها الحثُّ والاهتمامُ، وقيلَ: المرادُ بالاسْتِجمارِ هنا: البَخورُ والتَّبخُّرُ، ويَكونُ بوَضعِ العُودِ عَلى جَمرةِ النَّار، فيُوتِرُ فيه أَيضًا.