باب سجود القرآن السجود في ص
سنن النسائي
أخبرني إبراهيم بن الحسن المقسمي قال: حدثنا حجاج بن محمد، عن عمر بن ذر، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد في ص وقال: «سجدها داود توبة، ونسجدها شكرا»
أمَر اللهُ عزَّ وجلَّ نبيَّه مُحمَّدًا صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بالاقتداءِ بالأنبياءِ السَّابقينَ في هَدْيِهم وبعض عِباداتِهم؛ فعقيدتُهم واحدةٌ، والشَّرائعُ والأحكامُ هي الَّتي تختلِفُ
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رَضِي اللهُ عَنهما: "أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم سجَدَ في ص"، أي: سجَد في موضِعِ سُجودِ داودَ عليه السَّلامُ في سورةِ ص، وذلك عند قولِه تعالى: {وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ * فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ} [ص: 24- 25]، وقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم لَمَّا سجَدها: "سجَدها داودُ تَوْبةً"، أي: نبيُّ اللهِ داودُ، وهو أحَدُ أنبياءِ بني إسرائيلَ، سجَد تلك السَّجدةَ تَوبةً إلى اللهِ عزَّ وجلَّ، "ونسجُدُها شُكرًا"، أي: تَسجُدُ هذه الأمَّةُ تلك السَّجدةَ شُكْرًا للهِ عزَّ وجلَّ؛ لتوفيقِه لنبيِّه داودَ للتَّوبةِ، وقَبولِها منه
وفي الحديثِ: بيانُ ارتباطِ أُمَّةِ الإسلامِ بجَميعِ الأنبياءِ