باب صفة النبي - صلى الله عليه وسلم -2
بطاقات دعوية
عن أبي جحيفة رضي الله عنه قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان الحسن بن علي عليهما السلام يشبهه، قلت لأبي جحيفة: صفه لي. قال: كان أبيض قد شمط، وأمر لنا النبي - صلى الله عليه وسلم - بثلاث عشرة قلوصا (15). قال: فقبض النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل أن نقبضها.
كان الصَّحابةُ الكِرامُ رَضيَ اللهُ عنهم يُحبُّونَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حُبًّا جَمًّا، حتَّى أنَّهم يَحْكُونَ ويَنقُلونَ لمَن بعْدَهم شَمائلَه وأوْصافَه الجَسديَّةَ والمَعنويَّةَ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ أبو جُحَيفةَ وَهبُ بنُ عبدِ اللهِ السُّوائيُّ رَضيَ اللهُ عنه بَعضًا مِن صِفاتِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فيُخبِرُ أنَّ الحسَنَ بنَ عَليٍّ رَضيَ اللهُ عنهما كان أشبَهَ النَّاسِ به صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ سَأَلَ التَّابِعيُّ إسْماعيلُ بنُ أبي خالدٍ الصَّحابيَّ أبا جُحَيفةَ رَضيَ اللهُ عنه أنْ يَصِفَ له رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: إنَّه كان أَبْيضَ قدْ شَمِطَ، يَعْني: صار شَعرُ رَأسِه السَّوادُ مُختلِطًا بالبَياضِ.
ثمَّ قال: وأمَرَ لنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بثَلاثَ عَشْرةَ قَلوصًا، والقَلوصُ هي الأُنْثى مِن الإبلِ، وقيلَ: هي الإبلُ طَويلةُ القَوائمِ، ثمَّ مات النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قبْلَ أنْ يَأْخُذوا الإبلَ الَّتي أمَرَ بإعْطائِها لأبي جُحَيْفةَ وقَومِه، وفي رِوايةِ التِّرمِذيِّ: «فلمَّا قام أبو بَكرٍ قال: مَن كانت له عندَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عِدَةٌ فلْيَجئْ، فقُمتُ إليه، فأخبَرْتُه، فأمَرَ لنا بها».
وفي الحَديثِ: بَيانُ أنَّ الحسَنَ بنَ عَليٍّ رَضيَ اللهُ عنهما كان أكثَرَ النَّاسِ شَبَهًا بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في بعضِ صِفاتِه الجَسديَّةِ.