باب صفة حجة النبى -صلى الله عليه وسلم-

باب صفة حجة النبى -صلى الله عليه وسلم-

 وأهل الناس بهذا الذى يهلون به فلم يرد عليهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شيئا منه ولزم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تلبيته. قال جابر لسنا ننوى إلا الحج لسنا نعرف العمرة حتى إذا أتينا البيت معه استلم الركن فرمل ثلاثا ومشى أربعا ثم تقدم إلى مقام إبراهيم فقرأ ( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) فجعل المقام بينه وبين البيت قال فكان أبى يقول قال ابن نفيل وعثمان ولا أعلمه ذكره إلا عن النبى -صلى الله عليه وسلم-. قال سليمان ولا أعلمه إلا قال كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرأ فى الركعتين ب (قل هو الله أحد) وب (قل يا أيها الكافرون) ثم رجع إلى البيت فاستلم الركن ثم خرج من الباب إلى الصفا فلما دنا من الصفا قرأ (إن الصفا والمروة من شعائر الله) « نبدأ بما بدأ الله به ». فبدأ بالصفا فرقى عليه حتى رأى البيت فكبر الله ووحده وقال « لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو على كل شىء قدير لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ». ثم دعا بين ذلك وقال مثل هذا ثلاث مرات ثم نزل إلى المروة حتى إذا انصبت قدماه رمل فى بطن الوادى حتى إذا صعد مشى حتى أتى المروة فصنع على المروة مثل ما صنع على الصفا حتى إذا كان آخر الطواف على المروة قال « إنى لو استقبلت من أمرى ما استدبرت لم أسق الهدى ولجعلتها عمرة فمن كان منكم ليس معه هدى فليحلل وليجعلها عمرة ». فحل الناس كلهم وقصروا إلا النبى -صلى الله عليه وسلم- ومن كان معه هدى فقام سراقة بن جعشم فقال يا رسول الله ألعامنا هذا أم للأبد

خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الحج في العام العاشر من ذي الحجة، وسميت حجته بحجة الوداع، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه بعد أن قدموا مكة وطافوا بالبيت وسعوا بين الصفا والمروة، أن يفسخوا حجهم إلى عمرة، وأطلق على تلك الحال التمتع بالعمرة في الحج
وفي هذا الحديث يخبر عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «هذه عمرة استمتعنا بها» يشير بذلك إلى ما أمر به بعض أصحابه رضي الله عنهم أن يفسخوا حجهم إلى عمرة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم حينئذ قارنا العمرة مع الحج، ولم يفسخ حجته إلى عمرة معهم، إلا أنه نسب إلى نفسه التمتع؛ لأنه صلى الله عليه وسلم هو الذي أمرهم به، ورضيه لهم، والذين أمروا بالتمتع هم الذين لم يكن معهم الهدي، وهو اسم لكل ما يهدى إلى الكعبة من الأنعام الإبل والبقر والغنم قربة إلى الله، وأمرهم صلى الله عليه وسلم بالحل كله، أي: إن كل الأشياء التي منعت بسبب الإحرام تحل لهم، ثم علل صلى الله عليه وسلم الأمر بالحل بأن العمرة قد دخلت في الحج إلى يوم القيامة، أي: إن العمرة يجوز فعلها في أشهر الحج، خلافا لما كان عليه أهل الجاهلية، وأن نية العمرة دخلت في نية الحج، بحيث إن من نوى الحج شرع له الفراغ منه بعمل العمرة، وهذا يختص بمن لم يسق الهدي، وأما من ساق الهدي فيبقى على إحرامه حتى يتم باقي مناسك الحج، ويسمى حج القارن
وفي الحديث: أداء العمرة في أشهر الحج