باب صفة حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -
بطاقات دعوية
عن عروة بن الزبير قال كان أبو هريرة يحدث ويقول اسمعي يا ربة الحجرة اسمعي يا ربة الحجرة وعائشة رضوان الله عليها تصلي فلما قضت صلاتها قالت لعروة ألا تسمع إلى هذا ومقالته آنفا إنما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يحدث حديثا لو عده العاد لأحصاه. (م 8/ 229
كان الصَّحابةُ رَضيَ اللهُ عنهم يُحِبُّونَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ويَنقُلونَ أدقَّ تَفاصيلِه في الهَيْئةِ، والشَّكلِ، وطَريقةِ الكَلامِ، وغَيرِ ذلك.
وفي هذا الحَديثِ تَرْوي عائشةُ رَضيَ اللهُ عنها أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان إذا تَكلَّمَ تَكلَّمَ كَلامًا واضِحًا بيِّنًا، مُفصَّلًا لَفظًا لَفظًا، وكَلمةً كَلمةً، بحيثُ لو أرادَ المُستَمِعُ إليه أنْ يعُدَّ كَلماتِه كَلمةً كَلمةً، لَفَعَل.
وفي الحَديثِ: حِرصُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على الإيضاحِ والبَيانِ.
وفيه: إحْسانُ الإبانةِ للحَديثِ، والإبْلاغُ في إفْصاحٍ وأَناةٍ في التَّحدُّثِ، وأَوْلى النَّاسِ بذلك مُدرِّسو العُلومِ الشَّرعيَّةِ، ونَحوُهم.