باب التشديد في التخلف عن صلاة العشاء والصبح في جماعة 2
بطاقات دعوية
عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لقوم يتخلفون عن الجمعة لقد هممت أن آمر رجلا يصلي بالناس ثم أحرق على رجال يتخلفون عن الجمعة بيوتهم (2). (م 2/ 123 - 124)
المُحافَظة على الصَّلواتِ أَمْرٌ شرعيٌّ واجبٌ على كلِّ مسلم، وقد أَمَر اللهُ وأوْصَى بالمُحافَظةِ عليها وعلى الجُمُعة والجَماعة، وصلاة الجُمعة صلاةٌ أسبوعيَّة، ولا يتركها أحدٌ من غير عُذْر إلَّا مَن كان في قَلْبه شيءٌ من نِفاق.
وهذا الحديثُ يُوضِّحُ أهميَّةَ صلاة الجُمُعة، وخطورةَ تَرْكِها عمدًا بلا عُذْر؛ فإنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم "قال لقوم يَتخلَّفون عن الجُمُعةِ"، أي: قال في شأنِ أُناسٍ لا يُصلُّون صلاةَ الجُمعةِ: "لقد هَمَمتُ أنْ آمُرَ رَجلاً يُصلِّي بالنَّاس، ثم أُحرِّق على رِجالٍ يَتخلَّفون عن الجُمُعةِ، بُيُوتَهم"، أي: هممتُ أنْ أَستخلِفَ على إمامةِ الصَّلاة رجلاً غيري من المسلمين، ثمَّ أذهبَ إلى بُيوت مَن يتركون صلاةَ الجُمعِ بلا عُذْر، فأُحرِّقَها عليهم وهُم فيها، وهذا يَدلُّ على خُطورة تَرْك صلاةِ الجُمُعة بلا عُذْر، لدَرجةِ أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم هَمَّ أنْ يترُكَ هو صلاةً واحدةً للجُمعة، ويَذهَب إلى مَن تعوَّد تَرْكَها بلا عُذْر ليُحرِّق عليه بيتَه، حتى يعودوا إلى صلاةِ الجُمعة ولا يَتركوها، ولكنَّه لم يَفعَل صلَّى الله عليه وسلَّم، ولكنَّ هَمَّه بالأمْر دليلٌ على وصولِ غَضَبِه منهم مُنتهاه، فليَحْذرْ تاركُ الجُمُعة من ذلك.
وفي الحديثِ: الحثُّ على المُحافَظةِ على أداءِ صلاةِ الجُمعةِ.
وفيه: بيانُ خُطورةِ تَرْكِ صلاةِ الجُمعةِ بلا عُذْر.