باب طلوع الشمس من مغربها2
سنن ابن ماجه
حدثنا علي، حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن أبي حيان التيمي، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير
عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة على الناس ضحى".
قال عبد الله: فأيهما ما خرجت قبل الأخرى، فالأخرى منها قريب. قال عبد الله: ولا أظنها إلا طلوع الشمس من مغربها (1)
لا يعلمُ وقتَ قيامِ السَّاعةِ إلَّا اللهُ تعالى، وقدْ أخبرَ اللهُ عزَّ وجلَّ ورسولُه صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ لقيامِ السَّاعةِ عَلاماتٍ وأشراطًا، وهي تنقِسمُ إلى علاماتٍ كُبرى وصُغرى، وفي هذا الحديثِ بيانٌ لبعضِ العلاماتِ الكُبرَى، وبيانُ أوَّلِها خروجًا، حيث قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم: "إنَّ أوَّلَ الآياتِ خُروجًا"، أي: أولُ علاماتِ يومِ القيامةِ تَظهرُ على الناسِ "طُلوعُ الشَّمسِ مِن مَغرِبِها"، أي: على خِلافِ العادةِ، فالشَّمسُ تَطلعُ مِن المشرقِ، "أو الدابَّة على الناسِ ضحى"، أي: خُروجُ دابَّةٍ في الصَّباحِ تُكلِّم الناسَ؛ "فأيَّتُهُما كانتْ قبلَ صاحِبتِها فالأُخرى على أثرِها"، أي: أيًّا مِن العَلامَتينِ ظَهرتْ جاءتِ الأُخرى عَقِبَها.
قيلَ: إنَّ خُروجَ الدجَّالِ ونُزولَ عِيسى عليهِ السَّلامُ وخُروجَ يأجوجَ ومَأجوجَ كلُّ ذلكَ هوَ قبلَ طُلوعِ الشَّمسِ مِن مَغربِها، وخُروجِ الدابَّةِ، وأمَّا حديثُ ابنِ عمرٍو فمحمولٌ على الآياتِ التي تكونُ على غيرِ العادةِ، وأنَّ المرادَ في الحديثِ بيانُ أوَّلِ الآياتِ غيرِ المألوفةِ؛ فخروجُ الدابَّة على شكلٍ غريبٍ غيرُ مألوفٍ، ومخاطبتُها الناس ووسْمها إيَّاهم بالإيمان أو الكفر أمرٌ خارجٌ عن مجاري العاداتِ، وذلك أوَّل الآياتِ الأرضيَّة، وطلوعُ الشمسِ من مَغربِها على خلافِ عادتِها المألوفة أولُ الآياتِ السماويَّةِ.