باب عدة أصحاب بدر 2
بطاقات دعوية
عن البراء قال: استصغرت أنا وابن عمر يوم بدر، وكان المهاجرون يوم بدر نيفا على ستين (5)، والأنصار نيفا وأربعين ومائتين.
كان أصْحابُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُضَحُّونَ بأنفُسِهم في الجِهادِ في سَبيلِ اللهِ؛ لإعْلاءِ كَلمةِ اللهِ، ولم يَقتَصِرْ هذا الأمرُ على الكِبارِ؛ بلْ شَمِلَ أيضًا صِبْيانَهم وغِلْمانَهم.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ البَراءُ بنُ عازبٍ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّه وعبدَ اللهِ بنَ عُمَرَ بنِ الخطَّابِ رَضيَ اللهُ عنهما حينَ تَقدَّما للقِتالِ معَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في غَزْوةِ بَدرٍ؛ ردَّهمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ لصِغَرِ سِنِّهم وقتَئذٍ، وكانت غَزْوةُ بَدرٍ في رَمضانَ منَ السَّنةِ الثَّانيةِ منَ الهِجْرةِ، وفي هذه الغَزْوةِ نَصَر اللهُ رَسولَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ والصَّحابةَ على قُرَيشٍ، وأخبَرَ أنَّ عدَدَ المُهاجِرينَ المُقاتِلينَ في جَيشِ المُسلِمينَ في غَزْوةِ بَدرٍ كان نَيِّفًا على سِتِّينَ، أي: مِن ثَلاثةٍ وسِتِّينَ إلى تِسْعةٍ وسِتِّينَ؛ لأنَّ النَّيِّفَ مِن ثَلاثةٍ إلى تِسْعةٍ، وكان عدَدُ الأنْصارِ المُقاتِلينَ في جَيشِ المُسلِمينَ نَيِّفًا وأرْبَعينَ ومِئتَيْنِ، أي: مِن مِئتَيْنِ وثَلاثةٍ وأرْبَعينَ إلى مِئتَيْنِ وتِسْعةٍ وأرْبَعينَ.
وقد ورَدَ في الصَّحيحَينِ عنِ ابنِ عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنهما: «أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عرَضَه يومَ أُحُدٍ وهو ابنُ أربَعَ عَشْرةَ سَنةً، فلم يُجِزْه، وعرَضَه يومَ الخَندَقِ وهو ابنُ خَمسَ عَشْرةَ سَنةً، فأجازَه»، فتَكرَّرَ رَفضُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ له في غَزْوةِ أُحُدٍ لصِغَرِ سِنِّه، وأمَّا البَراءُ رَضيَ اللهُ عنه، فكانتْ أوَّلُ مَشاهِدِه غَزْوةَ الخَندَقِ (الأحْزابِ)، وقيلَ: غَزْوةُ أُحُدٍ.
وفي الحَديثِ: مَنعُ غَيرِ القادِرينَ على الجِهادِ لصِغَرٍ ونَحوِه مِن الخُروجِ للجِهادِ.