باب عمرة القضاء 1

بطاقات دعوية

باب عمرة القضاء 1

عن البراء - رضي الله عنه - قال: لما اعتمر النبى - صلى الله عليه وسلم - في ذى القعدة؛ فأبى أهل مكة أن يدعوه يدخل مكة، حتى قاضاهم على أن يقيم بها ثلاثة أيام , فلما كتبوا الكتاب؛ كتبوا (وفى رواية: قال: فأحذ يكتب الشرط بينهم على ابن أبي طالب، فكتب 4/ 71): هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله. قالوا: لا نقر بهذا، لو نعلم أنك رسول الله ما منعناك شيئا، [ولبايعناك] (وفي رواية: لا تكتب: محمد رسول الله، لو كنت رسولا لم نقاتلك 3/ 167)، ولكن أنت محمد بن عبد الله. فقال:
«أنا [والله] رسول الله، وأنا [والله] محمد بن عبد الله». ثم قال: لعلى: «امح: رسول الله». قال: على: لا والله لا أمحوك أبدا. فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الكتاب، وليس يحسن يكتب [قال: "فأرنيه". قال: فأراه إياه , فمحاه النبي - صلى الله عليه وسلم - بيده] , فكتب: هذا ما قاضى محمد بن عبد الله , [وصالحهم على أن يدخل هو وأصحابه ثلاثة أيام , و] لا يدخل مكة السلاح إلا السيف فى القراب (وفى رواية: ولا يدخلوها إلا بجلبان السلاح. فسألوه: ما جلبان السلاح؟ فقال: القراب بما فيه).
(606 - وفي أخرى معلقة عنه قال: صالح النبى - صلى الله عليه وسلم - المشركين يوم الحديبية على ثلاثة أشياء: على أن من أتاه من المشركين رده إليهم، ومن أتاهم من المسلمين لم يردوه، وعلى أن يدخلها من قابل، ويقيم بها ثلاثة أيام، ولا يدخلها إلا بجلبان السلاح: السيف، والقوس، ونحوه. فجاء أبو جندل يحجل (136) فى قيوده، فرده إليهم) , وأن لا يخرج من أهلها بأحد؛ إن أراد أن يتبعه، وأن لا يمنع من أصحابه أحدا؛ إن أراد أن يقيم بها (وفى رواية: ولا يدعو منهم أحدا)، فلما دخلها ومضى الأجل, أتوا عليا، فقالوا: قل لصاحبك: اخرج عنا، فقد مضى الأجل , [فذكر ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - , فقال: "نعم"] , فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم -، فتبعته ابنة حمزة تنادى: يا عم! يا عم! فتناولها على فأخذ بيدها، وقال لفاطمة - عليها السلام: دونك ابنة عمك. حملتها (137) فاختصم فيها على , وزيد، وجعفر؛ قال على: أنا أخذتها، وهى بنت عمى. وقال جعفر: هي ابنة عمى، وخالتها تحتى. وقال زيد: ابنة أخى. فقضى بها النبي - صلى الله عليه وسلم - لخالتها، وقال:
«الخالة بمنزلة الأم». وقال لعلى:
"أنت منى وأنا منك " وقال لجعفر:
"أشبهت خلقي وخلقي". وقال لزيد:
"أنت أخونا ومولانا". وقال علي: ألا تتزوج بنت حمزة؟ قال: "إنها ابنة أخي من الرضاعة".


اعْتَمَرَ صَلَّى الله عليه وسلَّمَ في ذي القَعْدةِ، فَرَفَضَ أَهْلُ مَكَّةَ أنْ يَدَعوه يَدخُلها حتَّى صالَحهم على أَن يُقيمَ بِها ثَلاثةَ أَيَّامٍ، فَلَمَّا كَتَبوا الكِتابَ،

كَتَبوا: هذا ما قاضَى عليه، أي: هذا هو العَهدُ الَّذي صالَحَ عليه وَعَقَدَه مُحَمَّدٌ رَسولُ اللهِ، فَقالوا: لا نُقِرُّ بِها، فلَوْ نَعلَم أنَّك رَسولُ اللهِ ما مَنَعناكَ، أي: لو كُنَّا نَعلَم ونُؤمِن بِرِسالتِك ما مَنَعْناك عن البَيْتِ، ولَكِن أَنْتَ مُحَمَّدُ بنُ عَبدِ اللهِ، أي: وَلَكِنَّ الَّذي نَعرِفه عنك أنَّك مُحَمَّدُ بنُ عَبدِ اللهِ، الَّذي هو اسمُك واسمُ أَبيك، المَعْروفُ عندنا، فَقالَ: أَنا رَسولُ اللهِ، وَأَنا مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ، أي: لا مانِعَ مِن استِبدالِ هذا بِذاكَ، ثُمَّ قالَ لَعَلِيٍّ: امْحُ رَسولَ اللهِ، فَقالَ: لا واللهِ، لا أَمْحوك، أي: لا أَمْحو عَنكَ صِفةَ الرِّسالةِ، فَأَخَذَ رَسولُ اللهِ صَلَّى الله عليه وسلَّم الكِتابَ، فَكَتَبَ: هذا ما قاضَى عليه مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ، أي: ما صالَحَ عليه، لا يَدخُل مَكَّةَ سِلاحٌ "إلَّا في القِرابِ"، أي: إلَّا في جُعْبتِه، وألَّا يَخْرُجَ مِن أَهْلِها بأَحَدٍ أَرادَ أنْ يَتَّبِعَه، وألَّا يَمنَعَ أَحَدًا مِن أَصْحابِه أرادَ أَن يُقيمَ بِمَكَّةَ، فَلَمَّا دَخَلَها وَمَضى الأَجَلُ، أي: فَلَمَّا دَخَلَها صلَّى الله عليه وسلَّمَ في عُمْرةِ القَضاءِ، وانْتَهَتْ ثَلاثةُ أَيَّامٍ، جاؤوا إلى عَليِّ بنِ أَبي طالِب رضي الله عنه، وَطَلَبوا مِنه أنْ يُبلِّغَ صاحِبَه بِالرَّحيلِ، فَتَبِعَتْهم ابْنةُ حَمْزةَ بنِ عَبدِ المُطَّلِبِ، واسْمُها أُمامةُ، تُريدُ أنْ تَرحَلَ مَعَهم، فَتَناوَلَها عليُّ بنُ أَبي طالِب رضي الله عنه، فَأَخَذَها بيَدِها، وقالَ لِفاطِمةَ: دُونَك ابْنةَ عَمِّك، أي: خُذيها، فاخْتَصَمَ فيها عليٌّ وزَيدٌ وَجَعْفَرٌ رضي الله عنهم، وأرادَ كُلُّ واحِدٍ مِنهم أنْ يَأخُذَها، فَأَمَّا زَيْدٌ رضي الله عنه؛ فلأنَّه صَلَّى الله عليه وسلَّمَ قدْ آخَى بَيْنَه وبَيْنَ حَمْزةَ رضي الله عنه، وأمَّا عَليٌّ رضي الله عنه؛ فلأنَّها ابنةُ عَمِّه، وأَمَّا جَعْفَرٌ رضي الله عنه فَهي بِنْتُ عَمِّه، وَزَوْجتُه أَسْماءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ رضي الله عنها خالتُها. فَحَكَمَ صَلَّى الله عليه وسلَّم لِخالتِها، وَقالَ: الخالةُ بِمَنزِلةِ الأُمِّ، وقال لعليٍّ رضي الله عنه: أَنْتَ مِنِّي، أي: في النَّسَبِ والمَحَبَّةِ والأسبَقيَّةِ إلى الإسلامِ، إلى غَيْرِ ذلك مِن الفَضائِلِ. وقالَ لِجَعْفَرٍ رضي الله عنه: أَشْبَهْتَ خَلْقي، وهو الصُّورةُ الظَّاهِرةُ، وَخُلُقي، وهو الصُّورةُ الباطِنةُ مِن الأَخلاقِ والفَضائِلِ، وقالَ لِزَيْدٍ رضي الله عنه: أَنْتَ أَخونا وَمَولانا، أي: أخونا في الإسلامِ وعَتيقُنا، والوَلاءُ لُحْمةٌ كَلُحْمةِ النَّسَب