باب: غطوا الإناء وأوكوا السقاء 2
بطاقات دعوية
عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول غطوا الإناء وأوكوا السقاء فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء لا يمر بإناء ليس عليه غطاء أو سقاء ليس عليه وكاء إلا نزل فيه من ذلك الوباء وفي رواية قال الليث (يعني ابن سعد) فالأعاجم عندنا يتقون ذلك في كانون الأول. (م 6/ 107
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُنَبِّهُ على أُمورِ السَّلامةِ العامَّةِ الَّتي تَمْنَعُ ضررًا، أو تَجْلِبُ نَفْعًا؛ فلَمْ تَكُنْ وَصايا النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن أجْلِ الآخِرةِ فقطْ؛ بلْ كان صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَجْمَعُ لِأمَّتِه خَيْرَيِ الدُّنيا والآخِرةِ.
وفي هذا الحديثِ يَأمُرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بوَضعِ غِطاء علَى كلِّ إِناءٍ فيهِ طعامٌ أوْ شرابٌ، ثمَّ قال: «وَأَوْكُوا السِّقَاءَ» من الإيكَاء، وهو: الشَّدُّ والرَّبْطُ، والوِكاءُ: هو ما يُشَدُّ بهِ فَمُ القِرْبةِ، والمرادُ بالسِّقاءِ: ما يُوضَعُ فيهِ الماءُ أو اللَّبِنُ ونحوُ ذَلِكَ؛ وذلك مِن أَجْلِ أنَّ في السَّنةِ ليلةً -أو يوْمًا- يَنزِلُ فيها وَباءٌ، وهو المرضُ، وهذا المرضُ لا يَمرُّ بإِناءٍ مَكشوفٍ ليسَ عليه غِطاءٌ، أوْ سِقاءٍ مَفتوحٍ ليسَ عليه رِباطٌ يَربِطُه؛ إلَّا نزَلَ فيهِما وأَصابَهُما هذا المرضُ بقَليلٍ أو بكَثيرٍ.
وفي الحديثِ: وَضعُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَواعدِ حِفظِ الصِّحَّةِ بالاحترازِ مِن عَدْوى الأوبئةِ والأمراضِ المُعْديةِ.
وفيه: الأخذُ بالأسبابِ مع التوكُّلِ الكاملِ على اللهِ تعالى.
وفيه: أنَّ مَنِ امتَثَلَ لهذِه النَّصيحةِ سلِمَ من الضَّررِ بِحوْلِ اللهِ وقُوَّتِه.