باب فضل البكاء من خشية الله تعالى و شوقاً إليه 3
بطاقات دعوية
وعنه ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله : إمام عادل ، وشاب نشأ في عبادة الله تعالى ، ورجل قلبه معلق بالمساجد ، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه )) متفق عليه .
خشية الله في السر والعلن من المنجيات من النار، وكذلك الجهاد في سبيل الله سبب لغفران الذنوب، وسبب للنجاة من النار، كما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث: "لا يلج النار"، أي: لا يدخل النار، "رجل بكى من خشية الله"، أي: إن الخوف من الله هو الذي يجعل صاحبه مطيعا له مجتنبا لمعصيته، ثم ضرب مثلا في استحالة دخوله النار كما يستحيل أن يرجع اللبن إلى ضرع الحيوان بعد إذ حلب منه، فقال: "حتى يعود اللبن في الضرع"؛ والمعنى: أن رجوع اللبن إلى الضرع لا يحدث، وكذلك لا يدخل النار من بكى من خشية الله، وهذا كقوله تعالى: {إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط وكذلك نجزي المجرمين} [الأعراف: 40].
"ولا يجتمع غبار في سبيل الله"، والغبار هو ما ينتج ويثار من تراب دقيق عند الحركة أثناء الجهاد "ودخان جهنم"، أي: لا يجتمع على المجاهد الغبار الذي حدث له في المعركة وهي في سبيل الله، ودخان جهنم، ولكن يرحمه الله، فلا يدخل جهنم بسبب جهاده وما فيه من تعب ومشقة وتعريض للنفس للأخطار والموت