باب فضل الجوع وخشونة العيش والاقتصار على القليل من المأكول والمشروب والملبوس وغيرها من حظوظ النفس وترك الشهوات 11
بطاقات دعوية
![باب فضل الجوع وخشونة العيش والاقتصار على القليل من المأكول والمشروب والملبوس وغيرها من حظوظ النفس وترك الشهوات 11](https://ghondur.com/a/uploads/images/2020/08/image_750x_5f4cd43ad5c3f.jpg)
وعن أبي عبد الله جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ، قال : بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وأمر علينا أبا عبيدة - رضي الله عنه - ، نتلقى عيرا لقريش ، وزودنا جرابا من تمر لم يجد لنا غيره ، فكان أبو عبيدة يعطينا تمرة تمرة ، فقيل : كيف كنتم تصنعون بها ؟ قال : نمصها كما يمص الصبي ، ثم نشرب عليها من الماء ، فتكفينا يومنا إلى الليل ، وكنا نضرب بعصينا الخبط ، ثم نبله بالماء فنأكله . قال : وانطلقنا على ساحل البحر ، فرفع لنا على ساحل البحر كهيئة الكثيب الضخم ، فأتيناه فإذا هي دابة تدعى العنبر ، فقال أبو عبيدة : ميتة ، ثم قال : لا ، بل نحن رسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وفي سبيل الله وقد اضطررتم فكلوا ، فأقمنا عليه شهرا ، ونحن ثلاثمئة حتى سمنا ، ولقد رأيتنا نغترف من وقب عينه بالقلال الدهن ونقطع منه الفدر كالثور أو كقدر الثور ، ولقد أخذ منا أبو عبيدة ثلاثة عشر رجلا فأقعدهم في وقب عينه وأخذ ضلعا من أضلاعه فأقامها ثم رحل أعظم بعير معنا فمر من تحتها وتزودنا من لحمه وشائق ، فلما قدمنا المدينة أتينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكرنا ذلك له ، فقال : (( هو رزق أخرجه الله لكم ، فهل معكم من لحمه شيء فتطعمونا ؟ )) فأرسلنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منه فأكله . رواه مسلم .
(( الجراب )) : وعاء من جلد معروف ، وهو بكسر الجيم وفتحها والكسر أفصح . قوله : (( نمصها )) بفتح الميم ، و(( الخبط )) : ورق شجر معروف تأكله الإبل . و(( الكثيب )) : التل من الرمل ، و(( الوقب )) : بفتح الواو وإسكان القاف وبعدها باء موحدة وهو نقرة العين . و(( القلال )) : الجرار . و(( الفدر )) بكسر الفاء وفتح الدال : القطع . (( رحل البعير )) بتخفيف الحاء : أي جعل عليه الرحل . (( الوشائق )) بالشين المعجمة والقاف : اللحم الذي اقتطع ليقدد منه ، والله أعلم .