باب فضل الجوع وخشونة العيش والاقتصار على القليل من المأكول والمشروب والملبوس وغيرها من حظوظ النفس وترك الشهوات 7

بطاقات دعوية

باب فضل الجوع وخشونة العيش والاقتصار على القليل من المأكول والمشروب والملبوس وغيرها من حظوظ النفس وترك الشهوات 7

وعن خالد بن عمير العدوي ، قال : خطبنا عتبة بن غزوان ، وكان أميرا على البصرة ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد ، فإن الدنيا قد آذنت بصرم ، وولت حذاء ، ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء يتصابها صاحبها ، وإنكم منتقلون منها إلى دار لا زوال لها ، فانتقلوا بخير ما بحضرتكم ، فإنه قد ذكر لنا أن الحجر يلقى من شفير جهنم فيهوي فيها سبعين عاما ، لا يدرك لها قعرا ، والله لتملأن أفعجبتم ؟! ولقد ذكر لنا أن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين عاما ، وليأتين عليها يوم وهو كظيظ من الزحام ، ولقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ما لنا طعام إلا ورق الشجر ، حتى قرحت أشداقنا ، فالتقطت بردة فشققتها بيني وبين سعد بن مالك ، فاتزرت بنصفها ، واتزر سعد بنصفها ، فما أصبح اليوم منا أحد إلا أصبح أميرا على مصر من الأمصار ، وإني أعوذ بالله أن أكون في نفسي عظيما ، وعند الله صغيرا .
رواه مسلم . 

قوله : (( آذنت )) هو بمد الألف ، أي : أعلمت . وقوله : (( بصرم )) هو بضم الصاد ، أي : بانقطاعها وفنائها . وقوله : (( وولت حذاء )) هو بحاء مهملة مفتوحة ، ثم ذال معجمة مشددة ، ثم ألف ممدودة ، أي : سريعة . و(( الصبابة )) بضم الصاد المهملة وهي : البقية اليسيرة . وقوله : (( يتصابها )) هو بتشديد الباء قبل الهاء ، أي : يجمعها . و(( الكظيظ )) : الكثير الممتلىء . وقوله : (( قرحت )) هو بفتح القاف وكسر الراء ، أي صارت فيها قروح .