باب فضل الخدمة في الغزو
بطاقات دعوية
عن أنس رضي الله عنه قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ أكثرنا ظلا من
يستظل بكسائه، وأما الذين صاموا فلم يعملوا شيئا، وأما الذين أفطروا فبعثوا الركاب، وامتهنوا، وعالجوا (39)، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ذهب المفطرون اليوم بالأجر"
أحَبَّ الصَّحابةُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حُبًّا شَديدًا، وأحَبُّوا مَن أحَبَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وقامَ على خِدمَتِه وقَضاءِ حَوائِجِه، وضَرَبوا في ذلك أروَعَ الأمثِلةِ.
وفي هذا الحَديثِ يُبيِّنُ جَريرُ بنُ عَبدِ اللهِ رَضيَ اللهُ عنه حُبَّه لِلنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ولِلأنصارِ؛ لِمَا كانوا يَفعَلونَه مِن خِدمةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ فيَذكُرُ أنَسُ بنُ مالِكٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه رافَقَ جَريرَ بنَ عَبدِ اللهِ البَجَليَّ رَضيَ اللهُ عنه في السَّفَرِ، فكانَ جَريرٌ رَضيَ اللهُ عنه يُبادِرُ إلى خِدمةِ أنَسِ بنِ مالِكٍ رَضيَ اللهُ عنه على الرَّغمِ مِن أنَّه كان أكبَرَ مِنه سِنًّا.
ويُبيِّنُ جَريرٌ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ ذلك لِمَا كانَ يَفعَلُه الأنصارُ مِن خِدمةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ فلَمَّا رأى ما فَعَلَه الأنصارُ مِن خِدمةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أخَذَ على نَفْسِه عَهدًا ألَّا يَجِدَ أحَدًا مِنَ الأنصارِ إلَّا خَدَمَه؛ جَزاءً لِخِدمَتِهمُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفي الحَديثِ: فَضلُ الأنصارِ، وفَضلُ جَريرٍ، وتَواضُعُه ومَحبَّتُه لِلرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.