باب فضل العلماء والحث على طلب العلم 3
سنن ابن ماجه
حدثنا هشام بن عمار، حدثنا حفص بن سليمان، حدثنا كثير بن شنظير، عن محمد بن سيرين
عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "طلب العلم فريضة على كل مسلم، وواضع العلم عند غير أهله كمقلد الخنازير الجوهر واللؤلؤ والذهب" (2).
أراد والله تعالى أعلم العلم الذي لا يسع البالغ العاقل جهله أو علم ما يطرأ له أو أراد أنه فريضة على كل مسلم حتى يقوم به من فيه كفاية وقال سئل ابن المبارك عن تفسير هذا الحديث فقال ليس هو الذي يظنون إنما هو أن يقع الرجل في شيء من أمور دينه فيسأل عنه حتى يعلمه وقال البيضاوي المراد من العلم ما لا مندوحة للعبد منه كمعرفة الصانع والعلم بوحدانيته ونبوة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكيفية الصلاة فإن تعلمه فرض عين وقال الثوري هو الذي لا يعذر العبد في الجهل به وقال الشيخ أبو حفص هو المشهور فإن غيره اختلف في العلم الذي هو فريضة فقيل هو علم الإخلاص مأمور به كما أن العلم مأمور به وشهوات النفس تخرب مباني الإخلاص من المأمور به فصار علم ذلك فرضا وقيل معرفة الخواطر وتفصيلها فريضة لأن الخواطر في نشأة العقل وبذلك يعلم الفرق بين لمة الملك ولمة الشيطان وقيل هو طلب علم الحلال حيث …