باب فضل المدينة ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم فيها بالبركة وبيان تحريمها وتحريم صيدها وشجرها وبيان حدود حرمها
بطاقات دعوية
حديث أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: اللهم اجعل بالمدينة ضعفي ما جعلت بمكة من البركة
المدينة النبوية بقعة من الأرض مباركة، طهرها الله من الأدناس، واختارها لتكون مهاجر النبي صلى الله عليه وسلم، وحاضنة دعوته، وملاذ الصالحين من عباده
وفي هذا الحديث يخبر أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا للمدينة بالبركة، وهي: كثرة الخير والنماء، والمراد: البركة في الثمار والأقوات ونحوها من أمور الدنيا، كما في صحيح مسلم: «اللهم بارك لنا في ثمرنا، وبارك لنا في مدينتنا، وبارك لنا في صاعنا، وبارك لنا في مدنا»، وقد حصلت البركة في نفس الكيل بحيث يكفي المد فيها ما لا يكفيه في غيرها. وقد دعا صلى الله عليه وسلم بضعفي البركة -يعني: بمثلي البركة- التي جعلها الله لمكة بدعاء إبراهيم عليه السلام؛ كما جاء مفسرا في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: «اللهم إن إبراهيم عبدك وخليلك ونبيك، وإني عبدك ونبيك، وإنه دعاك لمكة، وأنا أدعوك للمدينة بمثل ما دعاك لمكة، ومثله معه»