باب فضل ليلة القدر والحث على طلبها وبيان محلها وأرجى أوقات طلبها
بطاقات دعوية
حديث ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رِجَالاً مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أُرُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْمَنَامِ، فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَرَى رُؤْيَاكُمْ قَدْ تَوَاطَأَتْ فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ، فَمَنْ كَانَ مُتَحَرِّيَهَا فَلْيَتَحَرَّهَا فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ
ليلة القدر من ليالي رمضان، ليلة عظيمة مباركة، أخبر الله تعالى بنزول القرآن فيها، وفخم شأنها، وعظم قدرها، فشأنها جليل، وأثرها عظيم، وهي تعادل في فضلها ألف شهر، وهي ليلة يكثر نزول الملائكة فيها، كثيرة الخيرات والبركات، سالمة من الشرور والآفات
وفي هذا الحديث يروي عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رأوا في المنام أن ليلة القدر تكون في آخر سبع ليال من رمضان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرى رؤياكم قد توافقت على أنها السبع الأواخر؛ فمن كان متحريها وطالبا لها، وقاصدا إياها بالصلاة والقرآن، والدعاء والاجتهاد بالعبادة؛ فليلتمسها في السبع الأواخر، يحتمل أن يراد بها السبع التي من ليلة الثلاث والعشرين، وأن يراد بها السبع التي بعد العشرين، وهذه تتناول ليلة إحدى وعشرين، وليلة ثلاث وعشرين، وليلة خمس وعشرين
وسميت ليلة القدر بهذا الاسم؛ لعظيم قدرها وشرفها. أو لأن للطاعات فيها قدرا. ومن حكمة الله تعالى أنه أخفاها عن الناس؛ لكي يجتهدوا في التماسها في الليالي، فيكثروا من العبادة التي تعود عليهم بالنفع