باب فى الاستغفار
حدثنا مسدد حدثنا أبو عوانة عن عثمان بن المغيرة الثقفى عن على بن ربيعة الأسدى عن أسماء بن الحكم الفزارى قال سمعت عليا - رضى الله عنه - يقول كنت رجلا إذا سمعت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حديثا نفعنى الله منه بما شاء أن ينفعنى وإذا حدثنى أحد من أصحابه استحلفته فإذا حلف لى صدقته قال وحدثنى أبو بكر وصدق أبو بكر - رضى الله عنه - أنه قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول « ما من عبد يذنب ذنبا فيحسن الطهور ثم يقوم فيصلى ركعتين ثم يستغفر الله إلا غفر الله له ». ثم قرأ هذه الآية (والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله) إلى آخر الآية.
من معالم الإيمان الاستغفار والتوبة والندم والإقلاع عن الذنب، والعزم على عدم العودة إليه، وفي ذلك يخبر علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه كان إذا سمع حديثا من رسول الله صلى الله عليه وسلم نفعه الله به ما شاء أن ينفعه، وإذا ما أخذ الحديث عن أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم استحلفه عليه، أي جعله يقسم أن الحديث الذي يحدث به أنه سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا حلف له صدقه، وهذا من باب زيادة التوثق والتأكد وليس من باب التكذيب للصحابة، وقد حدثه أبو بكر رضي الله عنه حديثا دون حلف
يقول علي في تحديث أبي بكر له: وصدق أبو بكر رضي الله عنه، أي: في تحديثه له دون حلف، وهذه منقبة لأبي بكر رضي الله عنه، يقول أبو بكر في حديثه الذي حدثه به النبي صلى الله عليه وسلم: ما من عبد يذنب ذنبا، أي: يرتكب ذنبا صغيرا كان أو كبيرا، فيحسن الطهور، أي: فيحسن الوضوء، ثم يقوم فيصلي ركعتين، أي: تكون الركعتان بنية التوبة عن ذنبه هذا، ثم يستغفر الله، أي: لذلك الذنب، إلا غفر الله له، أي: إلا كان حقا على الله أن يغفر ذنبه هذا الذي من أجله تطهر ثم قام فصلى ثم استغفر الله منه. ثم قرأ النبي صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون} [آل عمران: 135]
وفي الحديث: استحلاف المخبر بشيء؛ لزيادة التوثق
وفيه: تعظيم علي لأبي بكر الصديق رضي الله عنهما