باب فى الاستغفار
حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ حدثنا حيوة بن شريح قال سمعت عقبة بن مسلم يقول حدثنى أبو عبد الرحمن الحبلى عن الصنابحى عن معاذ بن جبل أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخذ بيده وقال « يا معاذ والله إنى لأحبك والله إنى لأحبك ». فقال « أوصيك يا معاذ لا تدعن فى دبر كل صلاة تقول اللهم أعنى على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ». وأوصى بذلك معاذ الصنابحى وأوصى به الصنابحى أبا عبد الرحمن.
كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصا كل الحرص على النصح لأصحابه رضوان الله عليهم وتوصيل الخير لهم
ومن ذلك: ما يخبر معاذ بن جبل رضي الله عنه في هذا الحديث، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده، أي: أمسكها، مظهرا صلى الله عليه وسلم محبته لمعاذ بقوله مرتين: "يا معاذ، والله إني لأحبك، والله إني لأحبك"، وهذا كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يخبر المرء أخاه أنه يحبه في الله، وفيه أيضا تهيئة وترغيب لامتثال ما سيأتي ذكره بعد
ثم أوصى النبي صلى الله عليه وسلم معاذا بقوله: "يا معاذ، لا تدعن" أي: لا تتركن، في دبر كل صلاة، أي: آخر كل صلاة وقبيل السلام من الصلاة، تقول: "اللهم أعني"، أي: قوني وارزقني القوة من عندك بشرح الصدر، وتيسير الأمر وعلو الهمة، "على ذكرك"، أي: اجعل اللسان والقلب دائمي التسبيح والذكر لله عز وجل
"وشكرك"؛ أي اجعل القلب دائم الرضا والشكر لنعم الله عز وجل عليه، "وحسن عبادتك"، ومن حسن العبادة: التجرد عند العبادة عن كل ما يشغل عن الله عز وجل، والإخلاص فيها