باب فى الصائم يحتجم
حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب حدثنا أيوب عن أبى قلابة عن أبى الأشعث عن شداد بن أوس أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أتى على رجل بالبقيع وهو يحتجم وهو آخذ بيدى لثمان عشرة خلت من رمضان فقال « أفطر الحاجم والمحجوم ». قال أبو داود وروى خالد الحذاء عن أبى قلابة بإسناد أيوب مثله.
في هذا الحديث يذكر شداد بن أوس رضي الله عنه "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى على رجل بالبقيع"، وفي هذا ذكر للمكان، قال: "وهو يحتجم"، والحجامة: هي امتصاص الدم الزائد من الجسد، ثم بين الهيئة التي كان عليها فقال: "وهو آخذ بيدي"، ثم بين زمان الكلام تحديدا، فقال: "لثمان عشرة خلت من رمضان"، وهذا من الحرص على ضبط الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتصوير والزمان والحال التي قيل فيها الكلام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أفطر الحاجم والمحجوم"، أما الحاجم فلأنه كان يمص الدم من المحجم فلا يأمن أن يصل الدم إلى حلقه، وأما المحجوم فإنه يضعف لخروج الدم منه، فربما يعجز عن الصوم.
وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم "احتجم وهو محرم واحتجم وهو صائم"، فقيل: إن معنى قوله: «أفطر الحاجم والمحجوم»: أي كادا أن يفطرا؛ أما الحاجم فلخوف دخول الدم في جوفه، وأما المحجوم فلضعفه