باب فى الصائم يحتجم
حدثنا أحمد بن حنبل حدثنا محمد بن بكر وعبد الرزاق ح وحدثنا عثمان بن أبى شيبة حدثنا إسماعيل - يعنى ابن إبراهيم - عن ابن جريج أخبرنى مكحول أن شيخا من الحى - قال عثمان فى حديثه مصدق - أخبره أن ثوبان مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخبره أن النبى -صلى الله عليه وسلم- قال « أفطر الحاجم والمحجوم ».
في هذا الحديث يذكر شداد بن أوس رضي الله عنه "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى على رجل بالبقيع"، وفي هذا ذكر للمكان، قال: "وهو يحتجم"، والحجامة: هي امتصاص الدم الزائد من الجسد، ثم بين الهيئة التي كان عليها فقال: "وهو آخذ بيدي"، ثم بين زمان الكلام تحديدا، فقال: "لثمان عشرة خلت من رمضان"، وهذا من الحرص على ضبط الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتصوير والزمان والحال التي قيل فيها الكلام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أفطر الحاجم والمحجوم"، أما الحاجم فلأنه كان يمص الدم من المحجم فلا يأمن أن يصل الدم إلى حلقه، وأما المحجوم فإنه يضعف لخروج الدم منه، فربما يعجز عن الصوم
وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم "احتجم وهو محرم واحتجم وهو صائم"، فقيل: إن معنى قوله: «أفطر الحاجم والمحجوم»: أي كادا أن يفطرا؛ أما الحاجم فلخوف دخول الدم في جوفه، وأما المحجوم فلضعفه