باب فى العصبية
حدثنا ابن بشار حدثنا أبو عامر حدثنا سفيان عن سماك بن حرب عن عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه قال انتهيت إلى النبى -صلى الله عليه وسلم- وهو فى قبة من أدم فذكر نحوه.
كان النبي صلى الله عليه وسلم مؤيدا من الله سبحانه، وقد أعلمه الله بعض ما سيقع قبل قيام الساعة، وهي علامات على اقتراب قيامها؛ لنستعد بالأعمال الصالحة للقاء الله عز وجل
وفي هذا الحديث يحكي عوف بن مالك رضي الله عنه أنه أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، وكانت في السنة التاسعة من الهجرة، وتبوك في أقصى شمال الجزيرة العربية، في منتصف الطريق إلى دمشق، حيث تبعد عن الحجاز ما يقارب (1252 كم)، وكانت آخر غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه مع الروم. فوجده جالسا في قبة -وهي الخيمة- من أدم، وهو الجلد المدبوغ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «اعدد ستا بين يدي الساعة»، أي: ست علامات تكون قبل قيام الساعة، ومن أشراطها القريبة منها: موت النبي صلى الله عليه وسلم، ثم فتح بيت المقدس، وقد تم في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: ثم موتان، وهو وباء ينتشر في الناس، ويكون كقعاص الغنم، و«قعاص الغنم» داء يصيب الغنم، فيسيل من أنوفها شيء، فتموت فجأة، وقد حدث هذا في طاعون عمواس، حيث مات منه سبعون ألفا في ثلاثة أيام، قال: ثم استفاضة المال وكثرته، حتى يعطى الرجل مئة دينار فيظل ساخطا غير راض؛ لأنه يستقلها ويحتقرها، قال: ثم فتنة، وهي الاختبار والابتلاء، فيقع تقاتل واضطراب في الأحوال، ولا يبقى بيت من العرب إلا دخلته هذه الفتنة وتضرر من جرائها
قال: ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر، والهدنة: صلح على ترك القتال، وبنو الأصفر: هم الروم، ولكنهم لا يوفون بعهدهم، فيغدرون بالمسلمين، فينقضون الهدنة، فيأتون لقتال المسلمين تحت ثمانين غاية، والغاية: هي الراية، وسميت بذلك؛ لأنها غاية المتبع؛ إذا وقفت وقف، وإذا مشت مشى، وتحت كل راية اثنا عشر ألفا من الجند
وفي الحديث: بيان بعض علامات اقتراب قيام الساعة، وأن بعضها قد وقع بالفعل
وفيه: علامة من علامات النبوة