باب فى النهى عن السعى فى الفتنة
حدثنا إبراهيم بن الحسن المصيصى حدثنا حجاج - يعنى ابن محمد - حدثنا الليث بن سعد قال حدثنى معاوية بن صالح أن عبد الرحمن بن جبير حدثه عن أبيه عن المقداد بن الأسود قال ايم الله لقد سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول « إن السعيد لمن جنب الفتن إن السعيد لمن جنب الفتن إن السعيد لمن جنب الفتن ولمن ابتلى فصبر فواها ».
اجتناب الفتن من نعم الله على من رزق ذلك؛ فإنه يبعد بذلك عن البلاء العظيم، وظلم غيره من المسلمين
وفي هذا الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن السعيد"، أي: إن السعيد بحق من كان حاله، "لمن جنب الفتن"، أي: أبعد عن الفتن؛ ككثرة القتل، وغيره، "إن السعيد لمن جنب الفتن، إن السعيد لمن جنب الفتن"؛ كررها للتأكيد على هذا الأمر، وقيل: كل قطعة منها مرحلة من الفتن يثني على من جنبها، "ولمن ابتلي"، أي: امتحن وعاصر شيئا من تلك الفتن، "فصبر"، أي: صبر عليها، فلم يفتتن ولم يقع في شرها ولم يشارك فيها، وتحمل الظلم الواقع عليه "فواها"، أي: ما أحسن من صبر عليها، وقيل: يعني التحسر على من باشرها، وابتلي بها