باب فى النوح

باب فى النوح

حدثنا عثمان بن أبى شيبة حدثنا جرير عن منصور عن إبراهيم عن يزيد بن أوس قال دخلت على أبى موسى وهو ثقيل فذهبت امرأته لتبكى أو تهم به فقال لها أبو موسى أما سمعت ما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قالت بلى. قال فسكتت فلما مات أبو موسى - قال يزيد - لقيت المرأة فقلت لها ما قول أبى موسى لك أما سمعت ما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم سكت قالت قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- « ليس منا من حلق ومن سلق ومن خرق ».

جاء الإسلام ليمحو آثار الجاهلية وعاداتها، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم كل ما كان من أمور الجاهلية القبيحة؛ حتى يتجنبها المسلم، وتكون عقيدته سليمة
وفي هذا الحديث يحكي يزيد بن أوس، أنه دخل على أبي موسى "وهو ثقيل"، أي: في شدة مرضه، فذهبت امرأته لتبكي "أو تهم به"، أي: تريد البكاء، فلما رآها أبو موسى رضي الله عنه قال لها: "أما سمعت ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟"، أي: نبهها وذكرها بما سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم، وماذا ينبغي أن يفعل في مثل هذا الموقف، "فقالت" امرأة أبي موسى: "بلى"! أي: سمعت ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم، "قال" يزيد: "فسكتت"، أي: المرأة ولم تبك، "فلما مات أبو موسى" ووافاه الأجل، قال يزيد: "لقيت المرأة"، أي: قابلت المرأة، "فقلت لها"، أي: سألتها: "ما قول موسى لك: أما سمعت ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم سكت؟"، أي: ماذا كان يقصد أبو موسى بقوله لك عند وفاته ما سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقالت له المرأة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس منا"، أي: ليس من أهل سنتنا وطريقتنا "من حلق" أي: حلق رأسه عند المصيبة والبلاء، أو شد شعر رأسه، "ومن سلق"، أي: رفع صوته بالمصيبة، "ومن خرق"، أي: قطع ثيابه بسبب المصيبة
وفي الحديث: بيان امتثال الصحابة رضي الله عنهم لأمر النبي صلى الله عليه وسلم
وفيه: النهي عن الحلق والنوح عند المصيبة
وفيه: الحث على الصبر عند نزول البلاء