باب فى بيان مواضع قسم الخمس وسهم ذى القربى

باب فى بيان مواضع قسم الخمس وسهم ذى القربى

حدثنا مسدد حدثنا هشيم عن محمد بن إسحاق عن الزهرى عن سعيد بن المسيب أخبرنى جبير بن مطعم قال لما كان يوم خيبر وضع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سهم ذى القربى فى بنى هاشم وبنى المطلب وترك بنى نوفل وبنى عبد شمس فانطلقت أنا وعثمان بن عفان حتى أتينا النبى -صلى الله عليه وسلم- فقلنا يا رسول الله هؤلاء بنو هاشم لا ننكر فضلهم للموضع الذى وضعك الله به منهم فما بال إخواننا بنى المطلب أعطيتهم وتركتنا وقرابتنا واحدة فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- « أنا وبنو المطلب لا نفترق فى جاهلية ولا إسلام وإنما نحن وهم شىء واحد ». وشبك بين أصابعه.

في هذا الحديث يحكي جبير بن مطعم رضي الله عنه "أنه جاء هو وعثمان بن عفان يكلمان رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قسم من الخمس"، أي: من الغنيمة بين بني هاشم، وبني المطلب، "فقلت"، أي: قال جبير: "يا رسول الله، قسمت"، أي: أعطيت "لإخواننا من بني المطلب، ولم تعطنا"، أي: ولم تقسم لنا "شيئا"، أي: من الفيء، "وقرابتنا وقرابتهم منك واحدة"، أي: قرابتنا وقرابة بني المطلب من النبي صلى الله عليه وسلم واحدة؛ لأن جبيرا من بني نوفل، وعثمان رضي الله عنه من بني عبد شمس، فإن هاشما ونوفلا وعبد شمس والمطلب كلهم أبناء عبد مناف، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد"، أي: إنهم كانوا متحالفين مع النبي صلى الله عليه وسلم وناصريه، قال جبير: "ولم يقسم لبني عبد شمس ولا لبني نوفل من ذلك الخمس"، أي: لم يعطهم شيئا من الخمس كما قسم لبني هاشم وبني المطلب، قال: "وكان أبو بكر يقسم الخمس"، أي: كان يفعل ويعطي خمس الغنيمة، "نحو"، أي: مثل "قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، غير أنه لم يكن يعطي لقربى رسول الله صلى الله عليه وسلم"، أي: لم يقسم من الفيء لقرابة النبي صلى الله عليه وسلم من بني المطلب، وبني هاشم كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطيهم، ويقسم لهم، فلعله رضي الله عنه رأى أن غيرهم أولى منهم بالعطاء
قال: "وكان عمر بن الخطاب يعطيهم منه"، أي: عندما تولى عمر رضي الله عنه الخلافة كان يعطي بني المطلب، وبني هاشم، "وعثمان بعده"، أي: عندما أصبح عثمان رضي الله عنه خليفة بعد عمر رضي الله عنه أعطى أيضا بني المطلب، وبني هاشم
وفي الحديث: إثبات سهم ذوي قربى النبي عليه الصلاة والسلام في الفيء
وفيه: أن الإمام والحاكم المسلم له أن ينفق سهم النبي صلى الله عليه وسلم فيما يراه مصلحة للناس وللأمة