باب فى تحريم المدينة
حدثنا محمد بن حفص أبو عبد الرحمن القطان حدثنا محمد بن خالد أخبرنى خارجة بن الحارث الجهنى أخبرنى أبى عن جابر بن عبد الله أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال « لا يخبط ولا يعضد حمى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولكن يهش هشا رفيقا ».
جعل النبي صلى الها عليه وسلم حمى محرما في المدينة، كما حرم الله مكة، ووضع ضوابط وقواعد توضح قداسة هذه الأماكن في الإسلام، وتبين كيفية التعامل لمن دخل تلك الأمكنة الطاهرة
وفي هذا الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يخبط"، أي: لا يضرب ولا يهز، "ولا يعضد"، أي: ولا يقطع، "حمى رسول الله صلى الله عليه وسلم"، والحمى: المنطقة المحمية التي تأخذ حكما شرعيا معينا بمنع بعض الأشياء فيها، كالصيد مثلا، وقطع الشجر وغيرهما، وقد حددها النبي صلى الله عليه وسلم بالمنطقة الواقعة بين جبلي المدينة، "ولكن يهش هشا رفيقا"، أي: يهز هزا خفيفا رقيقا، والمقصود: أن الشجر الواقع في منطقة الحمى بالمدينة حول مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقطع ولا يخبط بشدة فتقطع أغصانه؛ ولكن يهز هزا خفيفا بحيث يتساقط ورقه فقط؛ ليعلف به البهائم
وفي الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم حرم حمى المدينة كما حرمت مكة بالنهي عن قطع شجرها