باب فى حسن الخلق
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب - يعنى الإسكندرانى - عن عمرو عن المطلب عن عائشة رحمها الله قالت سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول « إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم ».
في هذا الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم؛ وذلك لأن الذي يحسن خلقه مع الناس مع اختلاف طبائعهم يجاهد نفوسا كثيرة، وذلك بكف الأذى عنهم، وبذل العطاء لهم، وطلاقة الوجه مع الصبر على آذاهم، والصائم القائم يجاهد نفسه؛ لذلك يدرك المؤمن بحسن خلقه درجة- أي: منزلة وثواب- الصائم، أي: المتطوع بالصوم بالنهار، القائم، أي: المتهجد بالليل؛ فالصائم القائم عنده من التعب والمشقة لقيامه الليل بصلاة التطوع، بعد صيامه للنهار؛ فكون صاحب حسن الخلق يكون في درجة هؤلاء إنما هو لمجاهدته الناس بحسن المعاملة فيهم وإن قسوا عليه؛ فيكون الصبر مفتاحه فيهم
وفي هذا الحديث: الحض على العمل بمكارم الأخلاق وأحسنها