باب فى شكر المعروف
حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا الربيع بن مسلم عن محمد بن زياد عن أبى هريرة عن النبى -صلى الله عليه وسلم- قال « لا يشكر الله من لا يشكر الناس ».
علمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن الحمد والشكر لله تعالى يكون في كل شيء، وعلى كل حال، ومن لوازم شكر الله عز وجل أن يشكر الإنسان غيره إذا قدم إليه معروفا
وفي هذا الحديث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا يشكر الله من لا يشكر الناس"، أي: لا يقبل الله تعالى شكرا من عبده الذي أحسن إليه، إذا كان هذا العبد ممن ينسى المعروف الذي قدمه إليه أحد من الناس، ويكفر نعمهم، ولا يشكرهم عليها؛ وذلك لاتصال الأمرين ببعضهما
وقيل: معناه أن من كان من طبعه وعادته كفران نعمة الناس وترك الشكر لهم، كان من عادته وطبعه كفر نعمة الله وترك الشكر له؛ لأنه ليس معتادا على الشكر. وقيل معناه: أن من لا يشكر الناس كمن لا يشكر الله وإن شكره، وإنما الحث على شكر الناس ليس لكون النعمة صدرت منهم، بل لكونها جرت على أيديهم، والمنعم على الحقيقة هو الله، فإذا شكرت عبدا لكونه أحسن إليك في الدنيا، فإن شكره لكون الشارع أمر بذلك، لا لاعتقاد أنه فاعل ذلك
وفي الحديث: الحث على الوفاء، وحفظ المعروف لأهله