باب فى صلح العدو
حدثنا عبد الله بن محمد النفيلى حدثنا عيسى بن يونس حدثنا الأوزاعى عن حسان بن عطية قال مال مكحول وابن أبى زكرياء إلى خالد بن معدان وملت معهما فحدثنا عن جبير بن نفير قال قال جبير انطلق بنا إلى ذى مخبر - رجل من أصحاب النبى -صلى الله عليه وسلم- - فأتيناه فسأله جبير عن الهدنة فقال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول « ستصالحون الروم صلحا آمنا وتغزون أنتم وهم عدوا من ورائكم ».
في هذا الحديث يخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن حدث يقع مستقبلا؛ وهو فترة يكون فيها بين المسلمين والروم صلح، ثم يقوم القتال بين المسلمين والروم بعد نقض الروم العهد الذي بينهم وبين المسلمين، وفيه يقول جبير: إنه سأل ذا مخبر رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن "الهدنة"؛ وهي الفترة التي لا يكون فيها قتال بين المسلمين والنصارى، فقال له: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "ستصالحون"، أي: يكون هناك صلح بينكم وبين الروم، ويكون "صلحا آمنا"، أي: يحدث فيه أمن، "فتغزون أنتم وهم عدوا"، أي: سيكون بينكم وبينهم تعاون في غزو عدو مشترك "من ورائكم"، أي: من خلفكم، "فتنصرون"، أي: يتحقق لكم النصر، وأيضا "تغنمون" وتحصلون على الغنائم من الأموال، "وتسلمون"، أي: تكون لكم السلامة من القتل والجرح، "ثم ترجعون"، أي: عن عدوكم، "حتى تنزلوا بمرج ذي تلول"، أي: روضة مرتفعة؛ وهي أرض واسعة فيها نبات كثير، "فيرفع رجل من أهل النصرانية الصليب"، أي: يرفع رجل نصراني الصليب الذي يعبده؛ وهو رمز للنصارى فيقول: "غلب الصليب"، أي: إن النصراني يرجع النصر للصليب، "فيغضب رجل من المسلمين فيدقه"، أي: يكسر الصليب، "فعند ذلك تغدر الروم"، أي: في هذا الوقت يغضب الروم وينقضون عهدهم مع المسلمين، "وتجمع"، أي: تحشد الروم رجالها "للملحمة"، أي: لقتال المسلمين
وفي رواية أخرى زيادة فيها: "فيثور المسلمون إلى أسلحتهم"، أي: يسرعون إليها، "فيقتتلون" مع الروم، "فيكرم الله تلك العصابة بالشهادة"، أي: يكرم الله جماعة المسلمين الذين يقاتلون الروم بالشهادة في سبيله