باب فى قيام شهر رمضان.
حدثنا الحسن بن على ومحمد بن المتوكل قالا حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر - قال الحسن فى حديثه ومالك بن أنس - عن الزهرى عن أبى سلمة عن أبى هريرة قال كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يرغب فى قيام رمضان من غير أن يأمرهم بعزيمة ثم يقول « من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ». فتوفى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والأمر على ذلك ثم كان الأمر على ذلك فى خلافة أبى بكر - رضى الله عنه - وصدرا من خلافة عمر رضى الله عنه. قال أبو داود وكذا رواه عقيل ويونس وأبو أويس « من قام رمضان ». وروى عقيل « من صام رمضان وقامه ».
شهر رمضان من مواسم الخير التي تحمل النفحات التي أمرنا أن نتعرض لها وننهل من خيرها، ومن فضائل هذا الشهر الكريم ما ذكر في هذا الحديث مما يترتب على قيامه، والمقصود به صلاة التراويح، حيث قال صلى الله عليه وسلم: «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه»، أي: من فعل ذلك تصديقا بالمعبود الآمر له، وعلما بفضيلة هذا القيام، ومحتسبا جزيل أجره، لا يريد إلا الله تعالى وحده، لا يقصد رؤية الناس ولا غير ذلك مما يخالف الإخلاص؛ كان جزاء ذلك غفران ما تقدم من ذنوبه السابقة، غير الحقوق الآدمية المتعلقة بأموالهم أو أعراضهم أو أبدانهم؛ فهذه لا تسقط إلا برضاهم؛ فعلى الإنسان أن يطلب المسامحة ممن له عليه حق، أو يؤدي الحقوق إلى أهلها.وقد وقع الجزاء هنا بصيغة الماضي «غفر» مع أن المغفرة تكون في المستقبل؛ للإشعار بأنه متيقن الوقوع، متحقق الثبوت، فضلا من الله تعالى على عباده.وفي الحديث: الحث على قيام شهر رمضان وبيان عظيم أجر ذلك