باب فى قيام شهر رمضان.
حدثنا مخلد بن خالد وابن أبى خلف - المعنى - قالا حدثنا سفيان عن الزهرى عن أبى سلمة عن أبى هريرة يبلغ به النبى -صلى الله عليه وسلم- « من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ». قال أبو داود وكذا رواه يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة ومحمد بن عمرو عن أبى سلمة.
في هذا الحديث بشارة عظيمة من النبي صلى الله عليه وسلم لمن وفق لصيام شهر رمضان كله عند القدرة عليه، (إيمانا واحتسابا)، المراد من صامه تصديقا بالأمر به، عالما بوجوبه، خائفا من عقاب تركه، محتسبا جزيل الأجر في صومه، وهذه صفة المؤمن؛ فمن صام رمضان على الوجه المطلوب شرعا مؤمنا بالله وبما فرضه الله عليه، ومحتسبا للثواب والأجر من الله- فإن المرجو من الله أن يغفر له ما تقدم من ذنوبه. ثم يبين النبي صلى الله عليه وسلم فضل ليلة القدر، وأن من أحيا هذه الليلة المباركة بالصلاة وتلاوة القرآن، غفر الله له ذنوبه السابقة- غير الحقوق الآدمية؛ لأن الإجماع قائم على أنها لا تسقط إلا برضاهم- على أن يفعل ذلك "إيمانا واحتسابا"، أي: تصديقا بفضل هذه الليلة، وفضل العمل فيها، وابتغاء لوجه الله في عبادته
وقد وقع الجزاء بصيغة الماضي (غفر) مع أن المغفرة تكون في المستقبل؛ للإشعار بأنه متيقن الوقوع، متحقق الثبوت، فضلا من الله تعالى على عباده
وفي الحديث: الحث على قيام رمضان، وفيه الحث على الإخلاص، واحتساب الأعمال