باب فى كتابة العلم
حدثنا مؤمل قال حدثنا الوليد ح وحدثنا العباس بن الوليد بن مزيد قال أخبرنى أبى عن الأوزاعى عن يحيى بن أبى كثير قال حدثنا أبو سلمة - يعنى ابن عبد الرحمن - قال حدثنى أبو هريرة قال لما فتحت مكة قام النبى -صلى الله عليه وسلم- فذكر الخطبة خطبة النبى -صلى الله عليه وسلم- قال فقام رجل من أهل اليمن يقال له أبو شاه فقال يا رسول الله اكتبوا لى. فقال « اكتبوا لأبى شاه ».
الكتابة من أدوات حفظ العلم المهمة؛ ولذا حرص الصحابة عليها فيما أمكن كتابته من الوحي
وفي هذا الحديث يقول أبو سعيد رضي الله عنه: "استأذنا النبي صلى الله عليه وسلم في الكتابة"، أي: طلبنا الإذن منه في كتابة أحاديثه وكلامه "فلم يأذن لنا"، أي: منعهم من كتابة أحاديثه، ولكن في الصحيحين أنه لما خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة، قام رجل من أهل اليمن فقال: اكتب لي يا رسول الله، فقال صلى الله عليه وسلم: اكتبوا لأبي شاه"، وهذا أمر صريح بالكتابة، وفي الصحيحين أيضا أنه لما اشتد وجع النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده"؛ فقيل: كان ذلك النهي عن الكتابة في بداية الأمر، ثم استقر الأمر على مشروعية كتابة الحديث؛ فيكون الإذن في الكتابة ناسخا، والنهي منسوخا، وكان النهي لعلة، فلما زالت العلة أذن في الكتابة؛ فربما كان المانع منه هو خشية اختلاط حديث النبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن، فنهى عن كتابته إلا في أفراد وحوادث قليلة لمحتاج ونحوه، فلما كمل الوحي انتفت تلك العلة