باب فى عيادة الذمى
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد - يعنى ابن زيد - عن ثابت عن أنس أن غلاما من اليهود كان مرض فأتاه النبى -صلى الله عليه وسلم- يعوده فقعد عند رأسه فقال له « أسلم ». فنظر إلى أبيه وهو عند رأسه فقال له أبوه أطع أبا القاسم. فأسلم فقام النبى -صلى الله عليه وسلم- وهو يقول « الحمد لله الذى أنقذه بى من النار ».
لقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في الرحمة بخدمه، وإن كانوا من أهل الكتاب، والحرص على هدايتهم إلى الإسلام
وفي هذا الحديث يروي أنس بن مالك رضي الله عنه أن غلاما يهوديا -ويطلق الغلام على الصبي من وقت ولادته إلى أن يشب أو يقارب سن البلوغ- كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم، فمرض هذا الغلام، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده ويزوره، فقعد عند رأسه، وطلب منه أن يسلم، فنظر الغلام إلى أبيه وهو عنده، وكأنه تردد في الأمر، أو أنه كان مريدا للإسلام وإنما كان يخاف من أبيه؛ فلذلك التفت إليه، فأجابه أبوه أن أطع أبا القاسم، وتلك كنية النبي صلى الله عليه وسلم، فأسلم الغلام، والإسلام يقتضي النطق بالشهادتين، وهو قول: «أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله» كما جاء في رواية النسائي في الكبرى، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم من عنده وهو يقول: الحمد لله الذي أنقذه، فخلصه ونجاه بي من النار
وفي الحديث: استخدام الكافر لخدمة المسلم في الأعمال التي تناسبه، بشرط أن يأمن مكرهم وخداعهم
وفيه: عيادة المريض ولو كان كافرا، عسى أن يكون ذلك سببا في إسلامه
وفيه: حسن العهد
وفيه: عرض الإسلام على الصبي