باب الرجل يخطب على قوس
حدثنا محمد بن بشار، حدثنا أبو عاصم، حدثنا عمران، عن قتادة، عن عبد ربه، عن أبي عياض، عن ابن مسعود، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا تشهد قال: «الحمد لله نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيرا ونذيرا بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فإنه لا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئا»
الصلاة عماد الدين، وقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم كيفيتها وآدابها، ونقل الصحابة الكرام كيفية صلاة النبي عليه الصلاة والسلام، ووصفوا دقائقها
وفي هذا الحديث يخبر عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قعد في التشهد"، أي: جلس الجلسة الأخيرة في الصلاة للتشهد والتحيات، "وضع كفه اليسرى على فخذه اليسرى"، وكذلك يضع يده اليمنى على فخذه وركبته اليمنى، كما في رواية مسلم: "ووضع يده اليسرى على ركبته اليسرى، ووضع يده اليمنى على فخذه اليمنى"
وقد ورد أنه كان "يلقم كفه اليسرى على ركبته"، أي: يدخل ركبتيه في راحة كفه اليسرى، حتى تصير ركبته كاللقمة في كفه، "وأشار بالسبابة" مع ضم إصبع الإبهام على إصبع الوسطى رافعا إصبع السبابة للإشارة بها، كما هو في رواية مسلم: "ووضع إبهامه على إصبعه الوسطى"، وفي ذلك رمز وإشارة إلى وحدانية الله عز وجل، قال ابن الزبير رضي الله عنهما: "لا يجاوز بصره إشارته"، أي: ينظر بعينه إلى إصبعه السبابة المرفوعة ولا يحرك عينيه
وفي الحديث: الإشارة بإصبع السبابة أو المسبحة اليمنى في التشهد