باب فى مؤاكلة الحائض ومجامعتها
بطاقات دعوية
حدثنا مسدد، حدثنا عبد الله بن داود، عن مسعر، عن المقدام بن شريح، عن أبيه، عن عائشة قالت: «كنت أتعرق العظم وأنا حائض، فأعطيه النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فمه في الموضع الذي فيه وضعته، وأشرب الشراب فأناوله فيضع فمه في الموضع الذي كنت أشرب منه»
كان النبي صلى الله عليه وسلم خير الناس لأهله، وأرفق الناس وأرحمهم بهم
وفي هذا الحديث تخبر أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن فعل النبي صلى الله عليه وسلم معها وهي حائض؛ فكانت إذا شربت وناولته صلى الله عليه وسلم الإناء، يضع فمه على الموضع الذي كانت تضع عليه فمها، فيشرب من مكان شربها، وإذا أكلت ما على العرق -وهو العظم الذي عليه بقية من لحم- أخذه النبي صلى الله عليه وسلم وأكل من الموضع الذي كانت تأكل منه، وكان ذلك تطييبا لقلبها، وإذهابا للحزن الذي يأتيها وقت الحيض، وهو أيضا من حسن العشرة وحسن الملاطفة بين الأزواج، وإظهارا لمشروعية مخالطة الحائض، وهو أيضا خلاف ما كان يفعله اليهود وأهل الجاهلية؛ فقد كانوا إذا حاضت المرأة فيهم لم يؤاكلوها، ولم يشاربوها
وفي الحديث: رفق النبي صلى الله عليه وسلم بنسائه، خاصة وقت الحيض؛ فإن المرأة أحوج ما تكون إلى الرفق في هذا التوقيت