‌‌باب في الساعة التي ترجى في يوم الجمعة1

سنن الترمذى

‌‌باب في الساعة التي ترجى في يوم الجمعة1

حدثنا عبد الله بن الصباح الهاشمي البصري قال: حدثنا عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي قال: حدثنا محمد بن أبي حميد قال: حدثنا موسى بن وردان، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «التمسوا الساعة التي ترجى في يوم الجمعة بعد العصر إلى غيبوبة الشمس»: «هذا حديث غريب من هذا الوجه، وقد روي هذا الحديث، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير هذا الوجه»، " ومحمد بن أبي حميد يضعف ضعفه بعض أهل العلم من قبل حفظه، ويقال له حماد بن أبي حميد، ويقال: هو أبو إبراهيم الأنصاري وهو منكر الحديث " ورأى بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم: أن الساعة التي ترجى بعد العصر إلى أن تغرب الشمس، وبه يقول أحمد، وإسحاق " وقال أحمد: «أكثر الأحاديث في الساعة التي ترجى فيها إجابة الدعوة أنها بعد صلاة العصر، وترجى بعد زوال الشمس»
‌‌

يومُ الجمعةِ خيرُ يومٍ طلَعَت فيه الشَّمسُ؛ وفيها الكثيرُ مِن الفَضلِ والأجرِ والثَّوابِ والبرَكاتِ الَّتي تَنزِلُ مِن اللهِ تَعالى، ومن ذلك أنَّ فيها ساعةً يَستَجيبُ اللهُ فيها دعاءَ مَن دُعاه ولا يَرُدُّه.
وفي هذا الحديثِ يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم: "يومُ الجمُعةِ ثِنْتا عَشْرةَ- يُريدُ: ساعةً-"، أي: يومُ الجمُعةِ مُقسَّمٌ إلى اثنَتَيْ عَشْرةَ ساعةً مُتفاوِتةً في الأجرِ والثَّوابِ، ومنها ساعةُ الإجابةِ الَّتي "لا يُوجَدُ مُسلِمٌ يَسأَلُ اللهَ عزَّ وجلَّ" فيها "شيئًا إلَّا آتاه اللهُ عزَّ وجلَّ، فالْتَمِسوها آخِرَ ساعةٍ بعدَ العصرِ"، أي: اطلُبُوها وتَحرَّوْها في هذا الوقتِ، وهذا تحديدٌ لساعةِ الإجابةِ في يومِ الجمُعةِ؛ فينبَغي الحِرصُ عليها وعلى الدُّعاءِ فيها.
وفي الحديثِ: الحثُّ على الْتِماسِ ساعةِ الإجابةِ في يوم الجُمُعةِ، والدُّعاءِ فيها بخَيريِ الدُّنيا والآخِرةِ.